شهر رمضان واستقباله بفرحة وسعادة عندما يقترب مجيئه، لأنه يلتمس المسلمون في كل مكان على وجه الأرض أخبار الشهر الكريم، ويبدئوا بالاستعداد لاستقباله استعدادًا نفسيًا، وبدنيًا، وعندما يظلهم الشهر الكريم، ويتضح هلاله يتسابقون في ما بينهم فهو شهر العبادة، وسمو الروح، وصفاء النفس، ونقاؤها فهم يعدون العدة لاستقباله، ويحاسبون أنفسهم على ما قصروا فيه من الشهور السابقة، ويسألون الله عز وجل أن يوفقهم فيه لتحصيل المزيد من الخير، والتوفيق في العبادة، ويتوبون إلى ربهم ، ويستغفرونه على ما فاتهم من الطاعة، ويأملون أن يعطيهم الله من العمر، والصحة ما يبلغهم رمضان القادم حتى يفوزوا بالنعيم المقيم في جنة النعيم مع النبيين، والصديقين، والشهداء.
شهر رمضان واستقباله
- فرض الله علينا صيام نهار رمضان، وقيام الليل فيه فهو شهر العبادة.
- وذكر الله، وتلاوة القرآن، والإكثار من الصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلم فهو شهر تطهير الأرواح، ووقايته من طغيان الجسد وشهواته.
- ولم يفرضه الله ليقاسي الناس من وطئه الجوع، والعطش بل لترك المنكرات.
- وفعل الخيرات قال صلى الله عليه وسلم: (( من لم يدع قول الزور، والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه، وشرابه))
- الحسنات فيه مضاعفة، والصلاة فيه أجرها مضاعف عن غيره من الشهور ((كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف.
- قال الله تعالى: إلَّا الصوم فإنَّه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلى للصائم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك)).
ترك البذيء من الكلام، وضبط النفس من الدخول في الغضب
قال صلى الله عليه وسلم: ((فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم إني صائم)).
أحوال الناس في استقبال شهر رمضان
- شهر رمضان واستقباله بفرحة وسعادة ورغم اختلاف الناس في استقبالهم للشهر الكريم كل على حسب حاله مع ربه.
- إلا أنهم جميعاً يكونوا سعداء به، ولو نظرنا لما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم.
- وما كان عليه سلفنا الصالح نجد أنهم يجعلون لرمضان منزلة خاصة فهو شهر ليس كبقية الشهور.
- فكانت مكانته عظيمة عندهم، وذلك تصديقًا لما أخبرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم لما ورد عنة في صحيح السنة [بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم أنه ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان.
- وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعورتهم، هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر].
- نوع من الناس يكون قدوم رمضان أثقل على قلوبهم من الجبال العالية.
- وذلك لما في قلوبهم من الزيغ، والمرض، وصومه عندهم أثقل من نزح البحار.
- ويتمنون أن تكون الدنيا بدون رمضان فهؤلاء من الواجب عليهم التوبة.
- والرجوع إلى الله قبل ان يقابلوا ربهم، وهو غير راض عنهم.
- وفريق من الناس يستعدون لاستقبال رمضان بتخزين الطعام، والأنواع الكثيرة من المأكولات، والمشروبات فرمضان عندهم هو شهر التبذير،.
- وكثرة النفقات على الطعام أضعاف أضعاف ما ينفقونه في غيره من الشهور.
- فهؤلاء يرهقون انفسهم بكثرة الإنفاق.
- وصار رمضان عبئًا عليهم، وعلى دولهم فهم لا يدركون الحكمة من رمضان.
- نوع آخر من الناس هم رفقاء الشيطان وأعوانه فالله عز وجل قد اختص رمضان بأنه قد حبس الشياطين فيه ف.
- هؤلاء يقومون مقامهم فهم يفسدون على الناس صيامهم لما يقدمونه من المعاصي، ويتفننون في غواية الناس، وتضييع دينهم، وأوقاتهم.
- ونوع آخر من الناس ينتظرون قدوم رمضان بلهفة فيرى من رمضان حدًا لشهواته.
- ومانعًا له من المعاصي، والذنوب فهؤلاء هم أهل الايمان رضي الله عنهم ورضوا عنه.
حال أهل الإيمان في استقبال شهر رمضان
- أهل الإيمان هم أهل الله، وخاصته طوبى لمن كان منهم فهؤلاء قد عرفوا منزلة رمضان وقدروه حق قدره.
- والمقصود من فرضيته فهؤلاء قد استعدوا لرمضان وهيئوا أنفسهم له، لكن استعدادًا من شكل آخر.
- استعدوا بالتضرع، والرجاء لرب الأرض، والسماء، وطلبوا من ربهم أن يمد في أعمارهم ليبلغهم شهر مضان.
- وأن يعينهم على الطاعات، والإكثار من الحسنات، وترك الموبقات، والسيئات.
- طلبوا من ربهم ان يتفضل عليهم بقبول اعمالهم، والرضى عنهم.
- فقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان.
- ثم يدعونه ستة اشهر أخرى أن يتقبل الله منهم صيامهم.
- من دعاء المؤمنين الصالحين ممن استعدوا للشهر الفضيل.
- ( اللهم بارك لنا في رجب، وشعبان، وبلغنا رمضان)، ومن دعائهم أيضًا ( اللهم سلمنا لرمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلا).
كيفية لاستعداد لرمضان
استقبال رمضان على النحو الذي امر الله به يكون بالتهيئة الداخلية للنفس، وحثها على بذل الجهد لإدراك المقصود من نيل رضا المعبود سبحانه، وتعالى، ونيل المزيد من الأجر، والثواب، ولهم في ذلك أمور.
- إخلاص النية لله، والعزم على أن يكون الحال في رمضان هو العبادة، والطاعة، والتقرب إلى الله سبحانه، وتعالى.
- وإخراج الصدقات، والجود، والإحسان على الفقراء، والمساكين، وان رمضان هو بداية التغير للأصلح، وأن ما فات العبد من عمل صالح يجب ان يدرك في رمضان.
- التوبة الصادقة التي تخفف الذنوب، وترفع الدرجات، وتسهل علي الناس العبادات فيكونوا فيه أهلا للتسابق في تحصيل الخيرات.
- التخطيط السليم، والجيد، ووضع أهداف واضحة المعالم لتتحقق الغاية منها في رمضان.
- ويكون لها عظيم الأثر في الدين، والخلق، والنفس.
- الصدق في ما عاهدوا ربهم عليه من العمال الصالحة التي يرضى بها الله عنهم في الدنيا، والاخرة.
- ترك، والابتعاد عن الموانع التي تمنع الناس من تحقيق الغاية من رمضان كترك رفقاء السوء، والأماكن التي يتواجد بها الكثير من المنكرات.
شاهد أيضا:كيفية استغلال شهر رمضان وقيام الليل وأهميّة الإعتكاف
برنامج يومي للمسلم في رمضان
ينبغي على المسلم ان يضع لنفسه برنامج للعبادة يشغل به ايام رمضان، حتى لا تضيع الأيام سدى دون نفع، ويضيع عليه ثواب الشهر الفضيل فيبدا اليوم كالتالي:
- النوم مبكرًا حتى يستيقظ حتى يستيقظ قبل الفجر.
- الاستيقاظ قبل الفجر بساعة لتناول طعام السحور، ومن المعروف أن في السحور بركة.
- الوضوء قبل صلاة الفجر وصلاة ركعتين هما خير من الدنيا، وما فيها.
- التوجه للمسجد لأداء صلاة الفجر جماعة، وبعد الصلاة يبقا في مصلاة يقول اذكار الصباح حتى تشرق الشمس، ويصلي ركعتي الضحى، وهذا بأجر حجة كاملة.
- الحرص على أداء الصلوات في جماعة.
- يخصص لنفسة ختمة قرآنية في الشهر الكريم.
- قبيل الغروب يحرص على أذكار المساء.
- التوجه لصلاة العشاء، وبعدها صلاة التراويح.
شاهد أيضاً :ما هي أهم الأعمال في رمضان وأهم فوائد الصيام
وختامًا إن صور الاستعداد للخير في رمضان كثيرة، وأنواعه وفيرة، وطبائع الناس مختلفة، وأحوالهم متباينة، وطرق الانتفاع بشهر الخير تنادي على الراغبين في صنوف الخيرات كما قال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل فاللهم أقبل بقلوبنا عليك، وحرك ألسنتنا بالدلالة عليك، وجوارحنا بحسن العبادة لك.. وبلغنا رمضان بمنك، وأعنا فيه على طاعتك، وتقبله منا بجودك وعفوك ورحمتك .. يا أكرم الأكرمين.