ما هي الحكمة من شهر رمضان المبارك هذا ما سيكون مجال للحديث في مقالنا لهذا اليوم، شهر رمضان المعظم، من بين أعظم العطايا، والمنح التي وهبنا الله إيانا، كي ننقي أنفسنا من الذنوب والخطايا، وفي شهر رمضان تظهر العديد من التجليات الربانية، فما هي الحكمة من هذا الشهر الفضيل، الذي يُعد خير فصول العام لما فيه من خير كبير وعظيم، هذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة من هذا المقال الهادف.
ما هي الحكمة من شهر رمضان
فرض الله عز وجل على كل الأمة الإسلامية رجالها ونساءها فريضة الصوم، فليس الهدف من هذا الشهر العظيم أن يمتنع الإنسان عن المأكل والمشرب، فالدين الإسلامي أعظم من ذلك، فالله سبحانه وتعالى قد سمى نفسه بالحكيم، فكل أمر وفرض من أوامر وفروض الله لها حكمة، وهي التي يريدها الله عز وجل أن تتحقق معانيها في أمة الإسلام، ولقد منح الله عز وجل القرآن الكريم الأفضلية، والأسبقية عن كافة الشهور من العام، فوهبنا الله عز وجل نعمة شهر رمضان المبارك كي ينقينا من المعاصي، والذنوب والآثام، فيمنحنا البركة في الرزق، والقول والعمل، ويعم الخير والسلام في أنحاء المجتمع الإسلامي وهذا هو الهدف الأسمى والحكمة من شهر رمضان المعظم.
العبادات الواجبة في رمضان
- في شهر رمضان المعظم، يحاول كل شخص مسلم أن يتقرب إلى الله بفعل الخيرات، وترك المنكرات، والابتعاد عن كل ما يغضب الله عز وجل من الآثام والمعاصي، ومن بين تلك العبادات التي يجب على كل إنسان مسلم والتي تخص شهر رمضان الفضيل ما هو آتي ذكره:
• التعجيل في الفطور، وهذا ما أمرنا الله عز وجل به، والرسول صلى الله عليه وسلم.
• التأخير عند السحور، وهي أيضا مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم.
• مطالعة، ودراسة وحفظ آيات من القرآن الكريم، وعدم هجر كتاب الله بأي حال من الأحوال.
• عبادة الاعتكاف داخل المساجد.
• إخراج الصدقات، وإعطاءها لمن يستحق من الفقراء.
• زكاة الفطر، وهي واجبة في شهر رمضان الفضيل.
صوم رمضان
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أرشدنا الله عز وجل في الذكر الحكيم إلى وجوب صوم شهر رمضان الفضيل، وفي تلك الآيات الكريمة الأمر المباشر من الله عز وجل، بالصوم فلا بد على كل مسلم بلغ من العمر ما يتم فيه تأدية الفرض ألا يقصر في عبادة الصوم لما خصها الله عز وجل من عظيم الأجر.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الصوم جنة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسأل المسلم نفسه ما هي الحكمة من شهر رمضان والإجابة أنه ما أمر الله عز وجل من أمر لعباده، إلا وفيه الخير والصلاح، وكما قال النبي في الحديث السابق فيما معناه أن الصوم رحمة من الله عز وجل يهديها لعباده الصالحين، فيغفر لمن شاء وقتما شاء.
أهمية صيام رمضان الجسدية والروحية
العديد من الفوائد الروحية التي تعم على الإنسان، نتجت عن الصوم ومنها نقاء النفس، والراحة النفسية من ترك للمعاصي وتقرب إلى الله عز وجل، وبين الله عز وجل لنا ما هي الحكمة من الصوم، ومن ناحية أخرى أثبت العلم الحديث ما للصوم من فوائد لبا حصر لها على صحة الجسم البشري، وهذا ما قاله النبي قبل أربعة عشر قرن حين قال صلى الله عليه وسلم( صوموا تصحوا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.من بين
الفوائد العديدة والمتنوعة للصيام
- • في الصوم تطهير للنفس البشرية من دنس المعاصي، وتنقية للجسم البشري من السموم المختزنة داخل الجسم.
• أثبتت الدراسات العلمية أن الصوم يساعد على تجديد خلايا الجسم، والقضاء على الخلايا السرطانية ووقف تكاثرها.
• الصوم يفيد في حرق الجلوكوز الزائد عن حاجة الجسم فلا يصاب الصائم بالسمنة أو مرض السكر.
• على مستوى الجانب الروحاني فإن الصوم يقوي الإحساس بالألفة والوحدة بين المسلمين، فالأمة الإسلامية جمعاء تصوم عند أذان الفجر، وتفطر عند أذان المغرب.
• في الصوم تجد الإنسان المسلم يحاول قدر الإمكان أن يسلك سلوك المتسامحين، ويدخل البهجة على قلوب الفقراء، بإخراج الصدقات وإعطاءها لمن هو مستحق، وفي ذلك أيضا رحمة وتراحم بين المسلمين وبعضهم البعض، فعلى كل مسلم قادر أن يخرج ما تيسر له من الصدقات أن يفعل فيكون له عظيم الأجر، ويقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) صدق الله العظيم.
• جعل الله سبحانه وتعالى عبادة الصوم ليغفر بها للمسلمين الذنوب ويحط عنهم السيئات، فيصوم المسلم في نهار رمضان عن الطعام والشراب وفحش القول، وفي الليل يعبد الله بقيام الليل، والتهجد وصلاة التراويح طالبا من الله العفو والرحمة والغفران في هذا الشهر الكريم.
اقرا ايضا :
فضل رمضان شهر القرآن الكريم وأهم الفضائل العظيمة
الصوم في الدين الإسلامي
يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) صدق الله العظيم، في تلك الآية الكريمة يبين الله سبحانه وتعالى لنا حكم وفرضية الصوم في الإسلام، فالصوم عبادة إسلامية فيها جهد ومشقة يؤديها المسلم ابتغاء رضوان الله سبحانه وتعالى، كما أن الصوم في الإسلام هو أحد الأركان الأساسية حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكما تبين لنا في الحديث الشريف أن الصوم ركن هام من أركان الإسلام، فمن تخلى عنه فقد تخلى عن الدين، ولقد هدانا الله عز وجل وأنعم علينا بنعمة الصيام للتقرب له بتلك العبادة العظيمة، ولقد قال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم( ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) صدق الله العظيم.
فوائد الصيام للإنسان في الإسلام
الصيام في الإسلام فيه تقوية لبنيان الشخصية الإسلامية على تحمل التعب، مع الصبر والجلد، وتلك من أسمى الأخلاق التي ينميها شهر رمضان المبارك في النفس الإنسانية المسلمة ، كما أن في الصيام حفظ للنفس من الفتن حيث أوصانا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأن إذا كان منا أناس غير قادرين على الزواج، بأن يصوموا لله عز وجل حفظا لأنفسهم من الفتن ففي الصوم نجاة لنفس المسلم من ارتكاب كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى.
يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بهذا الحديث الشريف من الهدي النبوي العظيم نكون قد وصلنا إلى مختتم مقالنا لهذا اليوم الذي تطرق بالحديث والإجابة عن ما هي الحكمة من شهر رمضان، وما لهذا الشهر الفضيل من مكانة، وقدسية في قلب كل شخص مسلم.