من أهم شروط الاعتكاف وضوابطه هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال وبكت يجب أن نعرف أولا معني  لفظ الاعتكاف في اللغة وهو يعني بأنه لزوم شخص بعينه لمسجد ما على صفة بعينها بغرض عبادة الله وحده، وعرفه العلماء في الاصطلاح بأنه يعني الإقامة داخل المسجد وهو فعل موروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو سنة مؤكدة وفقًا لما جاء عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت “كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان”، وعرفه علماء الشريعة بأنه البقاء في المسجد بغرض التعبد لله، وهو مشروعٌ بالسنة والقرآن وكذلك الإجماع، وجاء الاعتكاف بغرض زيادة صلة الإنسان بربه وحتى يتزود من العبادة قدر المستطاع ومن ثم العودة إلى الحياة اليومية بقلب أكثر ثباتًا وإيمانًا من ذي قبل.

الحكمة من الاعتكاف

من مظاهر اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بعمل خباء أو ما يشبه الخيمة ليضرب له في المسجد حتى يمكث به طيلة فترة اعتكافه، لتحصل الخلوة كما يريد بشكل واقعى، وكان يعتكف لمدة عشرة أيام من شهر رمضان ماعدا تلك السنة التي قبض فيها إلى ربه حيث اعتكف عشرين يوم، ويرجع ذلك للحكمة العظيمة المستفادة من تلك الخلوة ألا وهى استقامة القلب وصلاحه والإقبال على السير إلى الله والعمل على الأنس به والاشتغال بعبادته وحده وكيفية تحصيل رضاه.

الشروط اللازمة للاعتكاف

ويشترط لتمام الاعتكاف عدة شروط نطرحها لكم بشيء من التفصيل:

  • لابد أن يكون المعتكف عاقلاً.
  • لابد من وجود شرط الإيمان.
  • يجب استحضار النية ابتداءً وكذلك استمرارًا مثلها مثل باقي العبادات.
  • والأهم في تلك النية أن تكون بغرض القرب من الله تعالى، ولا يهم إذا قصد من الاعتكاف الزيادة من الصلاة والدعاء.
  • مع أن هذا يكون أفضل، حيث أن الاعتكاف نفسه عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه.
  • لكن إذا زاد على ذلك قصد التفرغ للعبادة وزيادة الصلاة والدعاء كان ذلك أفضل كثيراً.
  • كذلك يشترط في وقوع النية أن تقارن ببدء الاعتكاف، ولا بأس إذا قام العبد بتبييت تلك النية.
  • إذا كان يريد البدء فى الاعتكاف فجر اليوم.

شاهد أيضاً :من أهم الأعمال في رمضان وأجمل النسمات والفضائل الرمضانية

توفر شروط الصوم للمعتكف

يجب توافر شرط الصوم حيث لا يصح اعتكاف من لا صيام له، مثل المسافر سفرًا بعيداً والمريض.

فلا يصح منهما قبول الصيام أو اعتكاف، إلا إذا أنذر المسافر الصوم أثناء السفر فذلك يمكنه من الصوم والاعتكاف معًا.

ويجوز للمعتكف عقد نية الصيام أياً كان نوعه سواء كان صيام كفارة أو كان قضاء.

وكذلك له أن يصوم الصيام المستحب إذا كان مستوفيًا لشروطه.

فإذا كان يريد الاعتكاف في غير شهر رمضان وعليه قضاء من شهر رمضان فتنعقد النية بصيام القضاء.

من أهم شروط الاعتكاف

  • يكون المعتكف من الذين يصح صومهم، كذلك لابد من كون أيام الاعتكاف أيام يصح بها الصوم.
  • فمثلاً لا يصح الاعتكاف في عيدي الفطر والأضحى، ومما سبق يتضح لنا أن كلّ ما يبطل الصوم كذلك يبطل الاعتكاف.
  • لابد من إتمام العدد المحدد للاعتكاف وهو ثلاثة نهارات أقل ما يكون وتتوسطها ليلتان.
  • ويمكنك الزيادة على ذلك فيكون الاعتكاف ثلاثة نهارات تتوسطها أربع ليالٍ، على سبيل المثال: يقول نويت الاعتكاف من بداية ليلة الجمعة إلى صباح الإثنين.
  • كون الاعتكاف في مسجدٍ جامع يجتمع به الناس ويمثل مسجداً رئيسياً في البلدة، فمن المعروف عدم الاعتكاف في مسجد جانبي غير مألوف.
  • كذلك لا يصح الاعتكاف في مسجدين بل لابد من ممارسة الاعتكاف في مسجدٍ محدد، حتى وإن تعذر البقاء فى ذلك المسجد حتى تمام الاعتكاف.
  • ففي هذه الحالة يبطل الاعتكاف لأنه لا يجوز أن يُوزع على مسجدين، ويقصد بالمسجد شمول كل طوابقه بدءاً من السطح وحتى السراديب.
  • وذلك يسرى على المعتكف الذي ينوي الاعتكاف في زاوية معينة بالمسجد فلا اعتبار بنيته ويجوز له التنقل في جميع أجزاء المسجد، ويعتبر ذلك من أهم شروط الاعتكاف.

الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان

يشترط للمعتكف عدم خروجه من المسجد إلا فى وجود ضرورة شرعية أو ضرورة عرفية تستدعى خروجه، ومن الضرورة الشرعية

خروجه بقصد غسل جنابة، حيث لا يجوز له أن يغتسل فى المسجد حتى لو توفر له ذلك، كذلك خروجه من أجل حضور صلاة الجمعة.

أما الضرورة العرفية مثل خروجه حتى يقضي حاجته أو بغرض العلاج من مرض يداهمه، حتى لو أمكنه تأدية تلك الضرورات فى المسجد فذلك يحلل له الخروج.

ولكن إن لم تكن هناك ضرورة تُذكر للخروج سواء كانت شرعية أو عرفية وتعمد الخروج من المسجد أو كان جهلاً أو نسياناً يبطل اعتكافه من الأساس.

هناك حالات استثنائية للمعتكف

  • من تلك الأمور منها: إذا خرج المعتكف بالإكراه أو لغرض تشييع جنازة ما.
  • أو بغرض عيادة مريض وكذلك معالجته ففي تلك الحالات يجوز له الخروج ولا يبطل اعتكافه.
  • يجب ترك المعتكف كل ما يأتي بيانه في التزامات الاعتكاف، حيث لو فعل متعمداً شيئاً من تلك الأشياء.
  • لا يصح اعتكافه، ويبطل أيضًا إذا أتى بها على سبيل الجهل أو النسيان.
  • فإذا كان هذا النسيان أو الجهل واقع خلال الثلاثة أيام الأولى فيجب أن يكمل اعتكافه وجوباً، لأنه محتمل أن يقبل منه.

ضوابط الاعتكاف في شهر رمضان

قبل الدخول إلى الشهر الكريم وخاصة ً العشر الأواخر منه، يرجى العلم أنه تم تحديد ضوابط وأهم شروط الاعتكاف في المساجد من قبل وزارة الأوقاف.

وأكدت الوزارة أنه ليس هناك مجال للاعتكاف في شهر رمضان القادم إلا لأئمة الأوقاف والذين يُصرح لهم بإلقاء الخطبة وكذلك الدروس الدينية المتخرجين من كليات الأزهر الشريف.

المساجد التي حددتها الوزارة الاعتكاف

كذلك تلك المساجد التي حددتها الوزارة والإدارات التابعة لمديريات الأوقاف من أجل الاعتكاف في كل منطقة على حدة، وتنحصر تلك الضوابط فيما يلي:

  • لابد من حصول الاعتكاف في مسجد رئيسي جامع فلا يجوز الاعتكاف في المصليات.
  • أو الزاوية التي خصصت من أجل الصلوات الراتبة فحسب.
  • حيث لا مجال لإقامة الشعائر والاعتكاف بها، وطالما أن المسجد.
  • لا تقام به شعائر الجمعة فهو غير أهل لإقامة الاعتكاف.
  • يجب أن يتم الاعتكاف بإشراف من أحد الأئمة العاملين بالأوقاف المتخرجين من كليات الأزهر الشريف.
  • ومصرح لهم بتصريح جديد من وزارة الأوقاف.
  • لابد من كون المسجد مناسب صحيًا من ناحية التهوية وكذلك توافر خدمة للمعتكفين.
  • وذلك يرجع إلى التقرير الذى يقدمه مدير إدارة المنطقة إلى مدير المديرية.
  • يجب أن يكون المعتكفين هم من أهل المنطقة المحيطة بالمسجد من الناحية الجغرافية.
  • كذلك لابد من التوافق بين عدد المعتكفين.
  • والخدمات المقدمة لهم، وذلك يتم بناءًا على تسجيل المشرف للراغبين فى الاعتكاف وفقًا لمساحة المكان المراد قبل ميعاد الاعتكاف بفترة وجيزة.
  • لابد من إشراف إدارة الأوقاف على ذلك المسجد التابع لها وتحميلها المسؤولية الكاملة لكيفية إدارة الاعتكاف أو حدوث خلل به.
  • ويحدث ذلك بمتابعته إياه بشكل كافٍ.
  • يجب اعتماد المسجد من الوزارة العامة للأوقاف بأنه مسجد صالح لأداء الاعتكاف به.

وسوف يتم نشر أسماء تلك المساجد المصرحة للاعتكاف على الموقع الإلكتروني التابع للوزارة عند اعتمادها، ولن يتم السماح بمخالفة تلك الضوابط المذكورة حيث تعتبر مخالفتها خروجًا عن القانون.

نتمنى من الله تعالى أن يكون قد وفقنا في سرد تفاصيل أهم شروط الاعتكاف في شهر رمضان المبارك ليستفيد من يرغب فى الدخول لذلك الشهر الكريم بقلب سليم يريد رضا ربه والتقرب إليه.