مشروعية الصيام وما الحكمة منه يقصد بها الحكم الذي شرعه الله بفرض الصيام علي المسلمين كما شرع أحكام وفروضا اخري، ونزل تشريع الصيام واحكامه في القرآن الكريم علي مراحل متدرجة، وورد في الاحاديث النبوية الكثير عن مشروعية الصيام، والمسلمين مأمورون بالعمل بما انزل الله في كتابه من شرائع وأحكام، وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالي : وما اتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا” وخلال هذا المقال سنشرح معني مشروعية الصيام في القرآن والسنة النبوية، وما الحكمة منها واسباب تشريعه، والتعامل الواجب في الأحكام الواردة بالقرآن الكريم وعن الرسول صلى الله عليه وسلم.

مشروعية الصيام وما الحكمة منه

  • شرع الله الصيام وجعله فريضة واجبة علي المسلمين وانزل احكامه في القرآن الكريم.
  • في سور وآيات مختلفة علي مراحل متدرجة، وورد عن مشروعية الصيام في السنة النبوية المُطهرة، والصيام فرض علي امم وانبياء سبقونا، وصيام رمضان فرض يختلف عن النوافل والتطوع.
  • خص الله تعالي شهر رمضان بفريضة الصوم، وامر المسلمين بالصيام مثلهم.
  • مثل الامم السابقة، والصوم له حكم وفوائد كثيرة للصائم وللمجتمع الذي يعيش فيه، يتعلم منه امورا كثيرا ويكتسب صفات اولها الطاعة لما امره به الله والصبر علي هذا.

شاهد أيضاً :أحكام الصيام والحالات التي تفسده

الحكمة من مشروعية الصيام

عندما يشرع الله شرعة يأمر بها عباده، او ينهيهم عن فعل شيءٍ، لا يشترط.

ان نفهم ما هذه الحكمة او نلم بها من كل الجوانب، فشروط الإيمان.

ان يطيع العباد ربهم في كل امر، ويتجنبوا ما نهاهم عنه “وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”

في بداية فرض الصيام علي المسلمين لم يكن واجبا، خيرهم الله تعالي ما بين فدية اطعام مسكين وبين الصيام وبين لهم ان الصيام افضل لهم حتي لو لم يكن فرضا

“وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون” هنا تتضح الحكمة التي يعلمها الله ولا نعلمها نحن.

مشروعية الصيام في القرآن الكريم

بين القرآن الكريم مشروعية الصيام واحكامه للمسلمين بالتفصيل في مواضع وآيات مختلفة، ووضح احكامه وضوابطه وشروطه.

قال تعالي” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون ايام معدودات فمن كان منكم مريضا او علي سفر فعدة من ايام اخر

وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون. صدق الله العظيم.

القرآن الكريم كلام الله خير معلم لم يترك صغيرة ولا كبيرة في امور العباد الا وارشدهم لطرق الخير والفلاح، و الآيات التي نزلت في مشروعية الصيام واضحة تشرح نفسها بنفسها، ومع ذلك نجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير عنها.

شاهد أيضاً :الحكمة من الصيام للإنسان

ما معني مشروعية الصيام

مشروعية الصيام هي كل أحكام الصيام الواجبة علي المسلمين التي نزلت في القرآن الكريم، وتكلم عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الشريفة.

تشمل مشروعية الصيام متي يبدأ الصيام ومتى ينتهي، ومن يجب عليه الصيام ومن يستثني منه، والامور التي تبطل الصوم، والامور المستحبة في ساعات الصوم والأمور المنهي عنها، ومواقيت الصوم والامساك والافطار.

العبادات والطاعات المستحبة خلال شهر رمضان، من يجب عليه الصيام ومن يستثني من الفريضة سواء بشكل مؤقت او عارض او بشكل دائم، كل هذه الاحكام

التي وردت في القرآن والسنة النبوية المعني بها مشروعية الصيام.

الآيات الدالة عليه

يعلم المسلمين في شتي بقاع الارض ان القرآن الكريم هو اصدق حديث والمرجع الأول.

في اي امر تأتي من بعده أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، والأدلة القرآنية في مشروعية الصيام كثيرة واتت في مواضع وآيات مختلفة:

قال تعالي:”شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان.

فمن شهد منكم الشهر فليصمه” قال تعالي ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون” صدق الله العظيم.

الصيام في السنة النبوية المُطهرة

  • ورد عن الصيام أحاديث كثيرة تشرح للمسلمين الحكمة منه وفضله.
  • وأجره المضاعف، وكيفية الصيام وضوابطه، وبينت ما يبطله و الأعمال المستحبة فيه.
  • وبستان النبوة فيه الكثير سنأخذ منه اليسير فيما ورد عن مشروعية الصيام:
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بني الاسلام علي خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، إقامة الصلاة، وايتاء الزكاة، صوم رمضان، حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا.
  • جاء رجل اعرابيا ثائر الراس الي الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال له.
  • يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ فأجابه رسول الله.
  • الصلوات الخمس الا تطوع شيئا، فقال الرجل : اخبرني بما فرض الله على من الصيام؟
  • اجابه رسول الله شهر رمضان الا ان تطوع شيئا.

الصوم ومراحل نزوله

في أول الامر عندما فرض الله الصوم علي المسلمين، لم تكن كل الأحكام مكتملة كان الوحي مازال يتنزل علي الرسول صلي الله عليه وسلم، ونظرا لأنه كان أمرا جديدا علي المسلمين لم يعرفوه من قبل، لم يلزمهم الله بوجوب الصيام، فكان من أراد ان يصوم ومن لم يريد يخرج فدية اطعام.

  • قال تعالي : ” وعلي الذين يطيقونه، فدية طعام مسكين”.
  • تدرجت احكام الصيام حتى لا تشق علي الناس فمن استطاع الصوم.
  • كان يصوم وله الأجر، ومن لم يستطع كان يطعم كفدية وله الأجر.
  • حتي اكتملت الأحكام واصبح صيام رمضان فرض واجب على كل المسلمين، وبينت الاحكام للمريض والمسافر
  • والمرأة الحائض والنفساء.

إجماع علماء الامة علي الصيام

اجمع علماء الامة من السلف الي التابعين وصولا للمجتهدين علي مشروعية الصيام ووجوبه وان من انكر وجوبه كافر بالإجماع.

مشروعية الصيام حكم ومنافع

لم يأمرنا الله بأمرالا وكان الخير والنفع فيه، ولم ينهانا عن فعل الا لدفع الضرر والشر عن عباده لحكم يعلمها هو، فهو الخالق يعلم عن مخلوقاته مالم يعلمونه والحكم والمنافع من وراء الصيام كثيرة ومتعددة :

  • في رمضان تقيد الشياطين والمردة ولا يكون لهم سبيلا علي المسلمين.
  • لا غواية ولا وساوس، ويتفرغ الصائم للعبادة، فالشيطان يجري لابن آدم كمجري الدماء.
  • تهذيب الغرائز والشهوات والارتقاء بالنفس وترويضها، فلا تتحكم فيه غرائزه وشهواته وتورده موارد التهلكة.
  • الشعور بالآخرين من فقراء ومعوزين يعانون من الفاقة وضيق الحال
  • في كل اوقاتهم، وعندما يصوم ويشعر بالجوع والعطش واحتياجه لهذه
  • الامور يشعر بما يعانونه، فيقبل علي العطاء والصدقة واطعام المساكين.
  • للصائم مكانة خاصة عند الله وبطاعته وادائه لفريضة الصوم، تمحي عنه.
  • الذنوب، وترفع درجاته في الجنة وينال اجرا مضاعفا عن كل عمل صالح
  • من تلاوة قرآن، وصلاة، واعتكاف، وذكر، وايضا اجر صيامه.

في نهاية مقالنا عن مشروعية الصيام استعرضنا الادلة الشرعية التي وردت عنه في القرأن الكريم، و الآيات التي نزلت فيه، وما ورد عنه في السنة النبوية المُطهرة، والحكمة الالهية لتشريع الصوم علي المسلمين وكيف تدرج الامر في بدايته حتى اكتملت احكامه واصبح الصيام مثلما نصومه في رمضان من كل عام.