أهمية تنظيم الوقت في رمضان من الأمور الواجبة، وعلى الرغم من ذلك فإن كثيرًا من الناس يجهلون أهميته، وهو من الأمور التي لا يمكن ادخارها، أو توظيفها كالمال لأنه يعتبر العامل المشترك بين جميع البشر، والوقت هو المدة التي يعيش فيها الإنسان في هذه الحياة فكل يوم يمضي ينقص من عمر الإنسان فلابد أن نستغل أوقاتنا خير استغلال في عمل الطاعات، وما يعود علينا بالنفع التام كما أمرنا الله سبحانه، وتعالى، ومن المعروف أن الوقت من الأشياء التي سوف يحاسب عليها الإنسان أمام خالقه كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسأَلَ عن أربعٍ عن عُمرِهِ فيما أفناهُ وعن عِلمِهِ ما عملَ بِهِ وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيما أنفقَهُ وعن شبابِهِ فيما ابلاه ).
أهمية تنظيم الوقت في رمضان
تتمحور أهمية تنظيم الوقت في رمضان في أن يمضي سريعًا، وبعد مضيه لا يمكن رجوعه مرة أخرى بأي صورة من الصور فلابد أن نستغل أوقاتنا خير استغلال، ونحقق من خلاله ما يعود علينا بالنفع العام، والخاص، ولا يكون ذلك إلا من خلال التخطيط الجيد المتسم بالهدوء حتى يؤدي الفائدة المرجوة منه.
- تنظيم الوقت من أهم مقومات النجاح لأي إنسان باختلاف مهمته بالحياة.
- فهو يحتاج إلى تنظيم وقته لتحقيق النتائج المطلوبة منه.
- الكثير من الآراء تؤكد أن عملية تنظيم الوقت هي عبارة عن العمل المتواصل، والمستمر دون انقطاع.
- إدارة الوقت لها العديد من الفوائد التي تعود على الفرد.
- فإنه يشعر بالراحة النفسية بعد أداء مهماته المطلوبة منه في عمله.
- بسبب بحسن تنظيم وقته فيزيد راتبه، ويرقى بعمله.
- كما يعود بالنفع على المجتمع من خلال زيادة الانتاج، وجعله في مصاف المجتمعات المتقدمة.
شاهد أيضاً :الفطر في شهر رمضان وحكمه للمريض
قراءة القرآن الكريم
القارئ لكتاب الله عز وجل يجد أن الله قد أهتم بذكر أهمية الوقت في القرآن الكريم.
حيث جعل ارتباط المخلوقات بالوقت ارتباطًا وثيقًا، وأن جميع جميعها خاضعة للوقت.
وقد أقسم الله به في بدايات العديد من السور حيث قال: ﴿وَالْعَصْرِ﴾[العصر: 1].
﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾[العصر: 2]، وقال ايضًا: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾[الليل: 1].
﴿وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾[الليل: 2]، وقال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ﴾[الفجر: 1] ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾[الفجر: 2].
كما ذكر أهمية إدراك الوقت في خلقه للسماء، والأرض في ستة أيام.
حيث قال: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾[الحديد: 4].
شاهد أيضاً :كيفية فقدان الوزن في رمضان وطريقة التثبيت بعد فقدانه بلا رجوع
أهمية تنظيم الوقت في رمضان
يعتبر تنظيم الوقت في رمضان أحد أسباب النجاح في تحصيل الخير فيه فالله عز وجل.
قد جعل رمضان أيامًا معدودات فلابد للعبد أن يدرك أن الأوقات التي تمر فيه.
لن تعوض مرة أخرى، ولتنظيمه بالشكل الصحيح يجب وضع مخطط سليم.
يعود بالنفع على صاحبه، ويلزم لذلك عدة نصائح عامة.
الاستيقاظ مبكرًا كل صباح، ولذلك أهمية كبيرة فالاستيقاظ المبكر.
يهيئ الإنسان نفسيًا، وبدنيًا لبداية أعماله اليومية.
اللجوء للراحة، والمزيد من الهدوء بين كل عمل، وآخر، وذلك لتجهيز النفس.
لاستقبال الأعمال الأخرى، ولتخفيف الضغوط النفسية.
بعد الانتهاء من انجاز أعماله لابد من تقييم أداء هذه الأعمال للتأكد.
من تحصيل النتائج المرجوة من تنظيم الوقت في رمضان.
برنامج يومي لتنظيم الوقت في رمضان
- لتحصيل الفوائد من تنظيم الوقت في رمضان لابد من وضع برنامج يومي للصائم.
- ينظم فيه أوقاته وفق جدول زمني يلتزم به الصائم حتى يوفق بين أداء عباداته، ورتين العمل اليومي.
- يبدأ الصائم يومه بوقت السحور فيستيقظ قبل السحور.
- ويسن تأخير السحور كما وصانا النبي صلى الله عليه وسلم لأقرب وقت من الفجر.
- يتجهز لصلاة الفجر فيهم بالوضوء ثم يتوجه للمسجد قبل أذان الفجر.
- ويصلي ركعتي تحية المسجد، ويكثر من الدعاء لن الدعاء في هذا الوقت لا يرد.
- بعد صلاة الفجر في جماعة يجلس في مصلاه يتلو أذكار الصباح حتى تطلع الشمس.
- ثم يصلي ركعتي الضحى أو بما أنعم الله عليه من الركعات.
- يتوجه لوظيفته أو عمله، وبعد دخول وقت الظهر يتوجه للصلاة.
- ثم يتم ما بقي من أعماله، وكذلك صلاة العصر.
- بعد انتهاء الدوام يأخذ قسطًا من الراحة ليعينه على أداء صلاة التراويح.
- وبعدها يقرأ ورده اليومي من القرآن الكريم.
- قبيل الافطار يتلو أذكار المساء، وكثرة الدعاء فهذا الوقت منن الأوقات.
- التي يستجاب فيها الدعاء، ثم يتناول إفطاره.
- بعد الإفطار يتوجه للمسجد لصلاة المغرب في جماعة، وكذلك صلاة العشاء.
- والقيام، ولا ينصرف من المسجد قبل انتهاء صلاة التراويح لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إنَّهُ من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كُتِبَ لَه قيامُ ليلةٍ).
أحوال الصحابةوالسلف الصالح
كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.
أجمعين يدركون أهمية تنظيم الوقت في رمضان فكانوا لا يهدرون أوقاتهم.
بل كانوا يشغلونها بالطاعة، والعبادة، وإليك بعض من أحوالهم.
قيام الليل: كان الصحابة، وسلفهم يحافظون على قيامه ، وكانوا يعتبرونه جزءًا لا يصح الصيام.
بدونه فمن حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم (لاَ تدع قيامَ اللَّيلِ فإنَّ رسولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم كانَ لاَ يدعُهُ وَكانَ إذا مرضَ أو كسلَ صلَّى قاعداً).
كثرة الصدقات: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجود بالخير، وفي رمضان.
كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وتعلم الصحابة من النبي الكريم الجود.
والكرم، ومساعدة المحتاج فكانوا يؤثرون على أنفسهم، ولوكان بهم خصاص.
كيف ينظم الطالب الوقت في رمضان
يصادف قدوم شهر رمضان في كثير من الأحيان أوقات الدراسة تحصيل العلم.
ومن الأمور المهمة التي يجب أن يتعلمها الطالب هو تنظيم الوقت في رمضان.
فإليك عزيزي الطالب الطرق التي تعينك على إدارة وقتك بشكل جيد في رمضان لتستعين بها في التحصيل.
طرق المزاكرة الجيدة في رمضان
- تعديل وقت المذاكرة : يفضل ان يقوم الطالب بتعديل أوقات المذاكرة فالوقت المناسب لذلك بين الإفطار، والسحور حتى يتم التحصيل بأكبر طاقة ممكنة، ويكون وقت النوم بعد السحور.
- التخطيط الجيد للمذاكرة، وعمل جدول مناسب لكل مادة مع إدراج وقت للاستراحة مع تجنب ضياع الوقت.
- الاعتدال في تناول الطعام فأكل الطعام بكميات كبيرة.
- وبسرعة يشعر الجسم بالوخم مما يجعل الطالب غير قادر على التركيز في المذاكرة
- تنظيم أوقات العبادة مع المذاكرة بحيث لا يترك عبادته فيجب أن يؤدي فروض صلواته، وإن لم يجد وقتًا.
- لصلاة التراويح مثلًا أو ورده من القرآن فلا حرج عليه لأن طلب العلم من الفرائض أيضًا.
- أخذ قسط جيد من النوم يعطي الجسم الطاقة اللازمة أثناء ساعات الصيام.
وفي نهاية مقالنا نكون قد ادركنا أهمية تنظيم الوقت في رمضان فالوقت في حياة المسلم هو تلك اللحظات التي يقضيها في عمره، والتي ستحدد مصيره مطلقًا، فكل مسلم يعلم أنَّ حياته تترتب على الوقت الذي بين يديه، والوقت هو القيثارة التي يعزف عليها كل إنسان ما يُريد الاستماع إليه، فمن جعل قيثارته الفراغ فإنّه لن يجد معزوفة تُؤنسه سوى الفراغ القاتل الذي يُؤدي إلى الموت النهائي، وربما يكون الموت نفسيًا؛ إذ ليس من الضروري أن يموت جسد الإنسان حتى يُسمّى ميتًا.