خصائص وفضائل شهر رمضان ، الصيام فريضة من فرائض الإسلام الخمسة المفروضة على العباد، ولايتم عنوان المسلم إلا به، وشعيرة قد سنها الله عز وجل منذ بدأ الخليقة من لدن أدم حتى قيام الناس لرب البريات فلن تصلح الدنيا بدون الصيام ففيه يتوقف الإنسان للراحة، ويتوقف عن كل ما يغضب ربه، ويعيد بناء جسمه، وعقله فيه تهذيب للنفوس، وقتل للأمراض، والأسقام، ودحر للشيطان عن الولوج في عقل البشر دواء لكل داء، وعصمة من كل شر، وراحة لكل نفس فرضه الله في كل الديانات السماوية اليهودية، والمسيحية، والإسلام تمام كل دين، وفيه الخير لكل الفقراء، والمساكين، وفي ديننا الحنيف فرض الله الصيام في شهر رمضان وخصه بالفضائل، والنفحات فهو موسم للطاعات، وجزء من أجزاء الدهر المفضلة عند الله فيا بشرى من أدركه وسعد بصيامه.

خصائص وفضائل شهر رمضان

خص الله عز وجل شهر رمضان بالذكر في القرآن الكريم عن بقية الشهور تعظيمًا لفضله، وعلوًا لشأنه فقال عز من قائل ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[البقرة:185

  •  تلاوتك لآياته تكسبك الحسنات فالحرف بالقرآن بعشر حسنات، والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا أقول الّم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)
  • ابتدأ الله تبارك، وتعالى أمره لسيد الملائكة جبريل عليه السلام بالنزول بأول آياته على سيد البشر في رمضان بقوله ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾[العلق: 1]. ﴿خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾[العلق: 2]. ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ﴾[العلق: 3]. ﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾[العلق: 4]. ﴿عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾[العلق: 5].

حفاوة الاستقبال لشهر رمضان

يستقبل الناس الشهر المبارك بالحفاوة، والفرحة الصغير قبل الكبير أنزل الله محبته في قلوب العباد، وأودعه منزلة الضيف الكريم الواجب استقباله، وحسن تعامله

  •  كان الصحابة، ومن بعدهم سلفنا الصالح يدعون الله قبل مجيء شهر رمضان بستة أشهر أن يبلغهم الله شهر رمضان ويدعون ستة أشهر أخرى أن يتقبل الله صيامهم.
  •   واظب النبي صلى الله عليه وسلم على تهنئة أصحابه بقدوم شهر رمضان بقوله (قد أهلكم شهر عظيم)
  •  يزين الناس المساجد بالإنارة ابتهاجًا، وفرحًا، والاستعداد للقيام، والتراويح في رمضان.

نزول القرآن الكريم

أكرم الله جل في علاه عباده المؤمنين بنزول القرآن في شهر رمضان فقد نزل به جبريل عليه السلام على سيد الخلق، وهو يتقرب لربه في غار حراء، وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم يعتزل الناس في هذا الشهر قبل بعثته.

  •  يسعد العباد بتلاوة القرآن الكريم فيه ليل نهار طلبًا لرضا الله، وابتغاء جنته.
  •  تلاوة القرآن فيه لها عطاؤها الخاص عن بقية شهور السنة فيقيمون حلقات التلاوة التي لا تنتهي في الشهر المبارك.
  •  جبريل عليه السلام كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان من كل عام مرة، وفي عام وفاته صلى الله عليه وسلم دارسه القرآن مرتين إعلامًا بقرب أجله.

تتجمل الجنة في رمضان

تستقبل الجنة شهر رمضان بالتجمل والزينة لمن اختارهم الله بجواره في هذا الشهر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين) فالجنة تكون في أبهى زينتها حيث يوجد بها باب يسمى الريان لا يدخل منه إلا الصائمون فإذا دخلوا أغلق دونهم فيسارع العباد لفعل الطاعات، واجتناب الموبقات للفوز بنعيم الجنان الذي وعد الله به عباده المؤمنين.

شهر التوبة ومغفرة الذنوب

شهر رمضان مليء بالنفحات المباركة التي يمن الله بها على عباده جزاء امتثالهم لأوامره، واجتنابهم نواهيه قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهم إذا اجتنبت الكبائر).

  •  فيه باب التوبة مفتوح للعصاة، والمذنبين فهو فرصة عظيمة يجب انتهازها للرجوع إلى الله، والبعد عن كل ما يغضبه.
  •  إذا قبل الله توبة عبده غفر الله ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر فالله أكرم من أن يخزل عباده المقبلين إليه.
  • إدراك العصاة لشهر رمضان فيه من كرم الله للسماح لهم بالتقرب إليه فهو يحب عباده، وأرحم بهم من أمهاتهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رغم أنف ثم رغم أنف قالوا من يا رسول الله قال من أدرك رمضان، ولم يغفر له).

قيام الليل والتهجد في شهر رمضان المبارك

القيام، والتهجد من النوافل التي اختص بها شهر رمضان فنرى الناس في كل ليلة منه يسارعون للمساجد لأداء القيام، والتهجد فهو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال( من قام رمضان إيمانًا، واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) فيجب الإخلاص، والتضرع في أدائهما كما ورد في سنته صلى الله عليه وسلمن وختم القرآن بأصوات تخشع لها القلوب، وتطمئن بها النفوس.

تهذيب النفس، وتقوية الإرادة

من الأمور التي يحصل عليها الصائم بعد تمام صومه، وتحصيل الطاعة يجد تغيرًا في نفسه التي كانت تميل لشهوات الدنيا، والتي كان أسيرًا لها يتبع هواها فتصبح النفس تحت طاعته يوجهها لطاعة ربها.

  •  اتباع هوا النفس يدخل الإنسان موارد الهلاك لكن مع استقبال شهر رمضان تمنع النفس من شهواتها التي طالما أطاعها العبد فيها.
  •  الصيام تدريب للنفس على تقبل الطاعة التي كانت عازفة عنها قبل استقباله فبعد أن كان يجد التعب، والمشقة في نفسه أصبحت سهلة ميسورة.
  • قوة الإرادة كالإمتناع عن المحرمات التي طالما تمكنت منه ففي الصيام سبيل للإمتناع عنها.

العطاء، والتصدق

طبيعة النفس تميل للبخل، والشح لكن في رمضان يجعلك ربك تحس بالفقراء، والمساكين من خلال الجوع، والعطش الذي تحس به في نهار رمضان فالفقير الذي لا يجد قوت يومه تسارع له بإعطائه الصدقة، وتنفق في جميع مجالات الخير فتملأ الدنيا خيرًا لا يوجد مثيله في أي شهر من الشهور، ويستمر العطاء حتى يرضي العباد ربهم، ويتعلم الناس أن في أموالهم حقوقًا ترد لفقرائهم.

اقرا ايضًا :

فضل رمضان شهر القرآن الكريم وأهم الفضائل العظيمة

أهمية ليلة القدر

أنعم الله على عباده في هذا الشهر الكريم بأن جعل فيه ليلة من أدركها أدرك الخير كله فقد نزل القرآن فيها.

  • أخفاها الله عن عباده حتى يجتهدوا في طلبها، ويرى فيها المخلصين الطائعين.
  •  تتنزل فيها الملائكة بإذن الله حتى تغشى العباد بالرحمات وتكتب من أدركها.
  •  يباهي الله عز وجل بعباده ملائكته، ويقول لهم أشهدكم أني قد غفرت لهم.

وبنهاية هذا البحث نكون قد تعلمنا خصائص وفضائل شهر رمضان ذلك الشهر الكريم الكثير فقد خصه الله بخصائص لا تحصى، ولا تعد فمن حكم الله أن جعل لكل فريضة حكمة، وهدف، ولم يفرض شيئًا يعذب به عباده فهو العليم بخلقه الرؤف بهم فرمضان شهر يجدد فيه العبد طاقته، وينظف سريرته، وينعم بعطاء الله الذي لا ينفد فالخير كل الخير لمن أدركه، وسعد بلقاء ربه اللهم تقبل صيامنا، ويمن كتابنا، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.