سوف نتحدث عن فضل العمل في رمضان إن العمل عامًة عبادة، فإن الحرص على العمل في رمضان يعتبر من أفضل وأهم العبادات، التي تقرب الإنسان من الله عز وجل، حيث ميز الله شهر رمضان بأنه شهر البركة، مقارنة بالشهور الأخرى، إن شهر رمضان ينتظره جميع المسلمين من السنة إلى السنة، ليكفرونا عن ذنوبهم، ويغفر الله لهم، حيث أن في هذا الشهر تذهب الشياطين، تفتح أبواب الجنة، فإن العمل في هذا الشهر يكون له ثواب أضعاف مضاعفة.

فضل العمل في رمضان

يوجد كثير من الأشخاص الذين يتكاسلون عن العمل، من أجل الصيام، ذلك يكون حجة، يتكاسلون عن أي عمل من الأعمال يقومون به، ويبقى طوال النهار نائمًا، طوال الليل يأكل، لكن كل ذلك تصرفات غير صحيحة لجسم الإنسان، يؤدي ذلك إلى انخفاض في إنتاجية الفرد.

على الشخص الصائم الذي يعمل بالأخص، عليه الالتزام بوجبة السحور، ليمنح جسمه الطاقة اللازمة له، لتكملة اليوم الثاني، والعمل أيضًا، عليه أيضًا أكل الأطعمة المفيدة لجسم الإنسان، الذي تعطيه النشاط والحيوية، يقول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لو يعلَم النّاس ما في رمضان من الخير لتمنت أمّتي أن يكون رمضان السنة كلّها”.

الصوم في رمضان

إن العمل لوحده شيء متعب، عندما يقترن بالصيام يكون أكثر تعبًا، ولكن يكون أكثر ثوابًا، يقرب العبد من ربه، يكون طاعة لله ورسوله.

إن العمل خلال شهر رمضان، يعطي الإنسان حيوية ونشاط، فمن خلالها تجعله قادر على الصيام طوال اليوم، فيغفر الله سبحانه وتعالى ذنوب العباد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غفر لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”.

أفضل الأعمال في رمضان

الحرص على الالتزام بالصوم: إن الصوم ليس فقط الامتناع عن الطعام، الشراب، الشهوات فقط، بل حفظ اللسان أيضًا من النميمة، الشهادة الزور، فإن الصوم يكون صوم عن كل شيء حرام يغضب الله عز وجل.

النوع الأول وهو :إخراج الصدقات إن الصدقات يتم إخراجها في شهر رمضان، وهي تكون أفضل الصدقات التي يصدقها الإنسان طوال السنة، إن على المسلم إخراج هذه الصدقات، التي تكون عن طريق، إعطائه الطعام، أموال، الصدقة في رمضان تكون من خلال نوعين هما: الاولى هي إطعام المساكين، فكانوا يحرصون على إطعام المساكين، اليتامى، دار مسنين، في شهر رمضان، تزويدهم بكل شيء يحتجونه، فقال الله عز وجل في كتابه وَيطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُم بِمَا صبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا” .

النوع الثاني هو: إفطار صائم من الأمور البسيطة، هي شراء كرتونة تمر وتوزيعها على الصائمين، أو القيام بتجهيز وجبات سريعة، توزيعها على الجيران والأقارب والمارة في الشوارع، إن من أفضل الصدقات، هي الصدقات التي تكون في السر وليس العلانية، لعدم الشعور بالإهانة، الخجل، فيدعوا لك هذا الشخص، وتأخذ ثوابه، ثم تنال الرحمة المغفرة من الله عز وجل.

ماذا يجب على الإنسان فعله في العشره الأواخر من رمضان

  • الاعتكاف: يكون من خلال إبقاء الشخص في المسجد، في آخر 10 أيام من شهر رمضان، فذلك يكون من أجل التقرب من الله عز وجل، ذكر الله، الاستغفار، قراءة القرآن، التسبيح، الصلاة على النبي.
  • قيام الليل: هذه الصلاة تكون من الثلث الأخير من الليل، هي تكون 11 ركعة، ليس بالشرط أن تكون بالمسجد، لكنها من الممكن أن تكون في المنزل أيضًا، ثوابها عظيم عند الله عز وجل.
  • صلة الأرحام: يجب على المسلم ألا يقطع صلة الرحم، لأنها تكون عند الله من أهم الأمور التي يحرص الله عليها، تكون سنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • العمرة: إن العمرة في شهر رمضان تكون لها ثواب عظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وأنَّ عُمرةً في رمضانَ تعدِلُ حَجَّةً”.
  • القرآن: إن قراءة القرآن من أهم الأعمال الصالحة، التي يفعلها الإنسان في شهر رمضان، أوصى رسولنا الكريم في الإكثار من قراءة القرآن الكريم في هذا الشهر.
  • ليلة القدر: يجي على كل مسلم أن يؤمن بليلة القدر، ويحتسبها إيمانًا، لينال الثواب العظيم في هذا اليوم المبارك.

ما هي العلامات التي تدل على قبل العمل في رمضان

  • إن الاستمرار في طاعة الله، عبادته تكون من الأمور الهامة التي تدل على قبول هذا العمل، مثل قراءة القرآن بعد رمضان، صلاة قيام الليل يوميًا، الاستمرار في صلاة التطوع أيضًا.
  • ترك جميع الذنوب، عدم الرجوع إليها مرة اخرى، عدم الندم على كل الي فات.
  • الاستمرار في إخراج الصدقات، بعد شهر رمضان، قال الإمام ابن رجب رحمه الله عليه “من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها، فعلامة قبولها أن يصلها بطاعة أخرى، وعلامة ردها أن يعقب تلك الطاعة بمعصية، ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها، أقبح السيئة بعد الحسنة تمحها وتعفوها”.
  • الاستمرار والإحساس الدائم بالخوف، بأن العمل لا يقبل من الله عز وجل، هذا الخوف يجعله يستمر في الأعمال الصالحة، تجنب الأخطاء التي يفعلها الإنسان.

اقرا ايضًا :

دعاء استقبال رمضان المبارك وكيفية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى

كافل اليتيم

تعد كفالة اليتيم، من أهم وأفضل أعمال البر والتقوى لدى الله سبحانه وتعالى فيقول : (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)، فذلك يدل على أهمية وعظمة هذا الأمر، فضله، كم الثواب والمغفرة التي يحصل عليها الشخص الذي يكفل اليتيم، فمنزلته تكون بجانب النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فهذا أكبر دليل على مكانة وعظمة هذا الأمر، فإذا كان الشخص يكفل اليتيم طوال العام وله ثواب عظيم، فإذا كفله في شهر رمضان يكون ثوابه أعظم.

ما الفائدة من صيام شهر رمضان

إن من كثرة طاعات الإنسان لله عز وجل في هذا الشهر يخرج الإنسان من هذا الشهر متطبع بفعل الخير، كل ما هو صالح، حتى إذا انقطع شهر رمضان، عمله الصالح لا ينقطع، ليكون من الصالحين، في أبرار ونعيم في الجنة بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الإكثار من قراءة القرآن في رمضان، والاستمرار عليه بعد شهر رمضان.

قبل الانتهاء من شهر رمضان، يتوجب على المسلم بفرض زكاة الفطر، يجب إخراجها قبل صلاة العيد، ويستمر الإنسان في الصدقات حتى بعد انتهاء شهر رمضان، ذلك يكون له ثواب وأجر عظيم عند الله، فقد جعل الله بعضها ركنًا من أركان الإسلام.

في ختام هذا المقال، نكون قد وضحنا فضل العمل في رمضان، فإن العمل من أفضل الأعمال التي نحرص عليها، سواء كان العمل دنيوي، هو الذي يتكاسل عنه معظم الناس خاصًة في شهر رمضان، أو عمل في طاعة الله ورسوله، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، عرضنا أيضًا في هذا المقال، ما هي الأعمال المحببة في شهر رمضان، ما فائدة شهر رمضان، فائدة هذه الأعمال أيضًا، ما هي العلامات التي تدل على أن هذا العمل مقبول في هذا الشهر أم لا، ما هي كفالة اليتيم، ما ثوابها، وأجرها، كل ذلك نكون قد عرضناه في هذا المقال، نتمنى أن يكون هذا المقال أفادكم، قد نال أعجابكم.