كيفية قضاء يوم رمضان حيث نعلم جميعاً أن الصيام هو ركن من أركان الإسلام الذى فرضها الله علينا، وأن الصيام المقرر على الأمة الإسلامية هو الصيام في شهر رمضان، حيث فرض الصيام علينا في العام الثاني للهجرة النبوية، وذلك وفقاً لما جاء في آيات الله البينات ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم….)، وتم الاتفاق من قبل العلماء بوجوب الصيام وجحود تاركه ووصفه بالكفر والخروج عن الإسلام، ولذلك فالمسلم الحق لا يترك ركن واجب في عبادته لربه من غير عذر شرعي يبيح له ذلك، فيضطر مثلاً للإفطار في رمضان بسبب سفر أو مرض أو غير ذلك من الأعذار، وسوف نقوم بشرح كيفية ووقت قضاء يوم رمضان في هذا المقال بشيء من التفصيل.

كيفية قضاء يوم رمضان

كيفية قضاء يوم رمضان حيث يجب على المسلم قضاء تلك الأيام التي لم يصومها في شهر رمضان المبارك، وذلك يتم في نفس الوقت الذى يحلل صيام التطوع فيه، إذ يحل صيام القضاء في نفس وقت صيام التطوع.

ومن أمثلة ذلك: صيام يوم الشك الذى يجوز فيه صيام التطوع وكذلك صيام القضاء، كذلك لا يجوز صيام القضاء في الأيام التي ينهى عن الصيام فيها، ومن أمثلة ذلك: أيام صيام النذر، ولقد ذهب الأئمة فيها إلى رأيين:

  • رأى الشافعية والمالكية: الذين قالوا بعدم جواز صيام القضاء في أيام صيام النذر لتوجه النية فيه بنية النذر فقط.
  • رأى الحنابلة والحنفية: الذين قالوا بجواز صيام القضاء في أيام صيام النذر.
  • ومن الأفضل في وقت قضاء صيام رمضان أن يقضيه بعد انتهاء الشهر المبارك بشكل مباشر، وأيضاً يفضل صيامها بشكل متتالي حتى يحظى برضا الله تعالى.

حكم من لم يقضى ما عليه من صيام

صرح العلماء بأن من عليه قضاء صيام من شهر رمضان ولم يقضيه حتى أتى شهر رمضان التالي فهذا ينقسم إلى نوعين:

  • النوع الأول: إذا أفطر نهار رمضان مع توافر عذر مثل السفر، والمرض.
  • والحيض والنفاس بالنسبة للنساء، ففي هذه الحالات لابد من قضاءه تلك الأيام فقط ولو أتى عليه رمضان وهو لم يقضى ما عليه من أيام من رمضان السابق.
  • النوع الثاني: إذا أفطر نهار رمضان مع عدم توافر عذر ففي هذه الحالة لابد من توبته النصوح لله عز وجل.
  • وعزم نيته ألا يرجع لذلك أبدآ، وعليه كفارة إطعام المساكين بقدر الأيام التي أفطرها كل يوم على حدة.

شاهد أيضا:متى فرض صيام شهر رمضان المبارك وأهم العبادات المفروضة فيه

كفارة عدم قضاء صيام رمضان

اتفق أهل العلم على أن حكم من لم يقضى صيام رمضان بغير عذر حتى أتى رمضان التالي فهو آثم لما فعل، وتختلف الأقاويل والآراء فى وجوب الفدية المفروضة عليه كالاتي:

  • يقول جمهور الفقهاء أن الفدية لازمة في تلك الحالة، ودليلهم على ذلك.
  • أن الصحابة فعلوا ذلك أمثال أبى هريرة وعبد الله بن عباس رضى الله عنهما.
  • وتكون قيمة تلك الفدية إطعام مسكين بكل يوم من أيام إفطاره بمقدار مدا من القمح أو مدا من الدقيق أو نصف صاع من شعير.
  • أو نصف صاع من تمر، والمد ما يساوى 600 جرام، كما قال الجمهور.
  • بعدم إباحة إخراج فدية نقدية بل لابد أن تكون أعيان.
  • يقول أبو حنيفة أن الفدية غير لازمة ودليله على ذلك.
  • كلام الله تعالى (ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر)،
  • فلم يذكر فدية الإطعام وإنما أمر بالقضاء فقط، وجائز عند أبو حنيفة إخراج الفدية نقدا.
  • حيث الإطعام يقصد به أن يسد حاجة المسكين سواء كان بالطعام أو قيمة ذلك الطعام.

حكم عدم قضاء صيام أيام من رمضان بالنسبة للمرأة

تختلف أحوال المرأة التي أفطرت نهار رمضان ولم تقضى تلك الأيام كالتالي:

لو كانت متعمدة الإفطار فإنها آثمة بارتكابها ذنباً كبيراً وعليها التوبة إلى الله تعالى.

أما لو أخرت المرأة قضاء ما عليها من أيام لوجود عذر منع ذلك كالحيض كانت آثمة أيضًا.

ووجب عليها قضاء تلك الأيام وكذلك أن تطعم مسكيناً لكل يوم قامت بإفطاره.

وتأخير قضاءه حتى أتى عليها رمضان التالي، وإن كانت غير عالمة بحرمة تأخير ذلك القضاء فتسقط الفدية عليها.

إن كانت المرأة غير قادرة على أن تقضى ما أفطرته بسبب مرض فهي غير آثمة في تأخير ذلك القضاء.

حتى يزول عذرها وتشفى من مرضها، أما إذا كان مرضها لا شفاء منه ولن يزول.

ففي هذه الحالة يجب عليها فدية طعام مسكين لكل يوم قامت بإفطاره، وذلك وفقاً لقوله تعالى (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين…).

شاهد أيضا:ما هي مفطرات الصيام في شهر رمضان والشروط اللازمة لصحته

حكم زيادة يوم على أيام قضاء صيام رمضان

يرغب البعض في زيادة أيام قضاء صيام شهر رمضان لمن قام بإفطارهم بعذر أو بغير عذر، ولنا في ذلك وجهين:

وقت قضاء يوم رمضان وحكم زياده يوم

  • إذا كان يريد الزيادة من باب الوساوس والشكوك غير المتيقنة والتي لا أساس لها من الصحة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة.
  • فعليه أن يتجنب تلك الوساوس وأن لا يدخل نفسه في تلك الدائرة، ويستسلم لشيطانه ولا يقضى غير ما عليه من أيام.
  • إذا نسى المسلم ما عليه من أيام قضاء ويشك في عدد تلك الأيام.
  • فعليه أن يقضى العدد الأقل الذى يذكره لأن العدد الأقل هو العدد المتيقن منه.
  • أما العدد الأكبر فأمره مشكوك فيه، والأحوط لتلك المسألة قضاء العدد الأكبر من الأيام.
  • إن كان قادراً حتى لو كان هناك زيادة في العدد لأنها سوف تحسب له صيام تطوعي والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

كيفية قضاء يوم رمضان والجمع بين قضاء رمضان وصيام عرفة

يعتبر صيام يوم عرفة من أقرب العبادات لله عز وجل رغم كونها من النوافل ولا يأثم تاركها، فهو كما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله، أي أنه يكفر سنتين من الذنوب والمعاصي، فالمسلم له جواز الجمع بين قضاء يوم من أيام رمضان وصيام يوم عرفة ويحصل بذلك على الأجرين: أجر القضاء وأجر صوم ذلك اليوم المسنون، ولكن حين ينوى المسلم الصيام يستحضر نية القضاء لكونها هي النية الأقوى وكذلك الأعلى، فلو نوى بصوم يوم عرفة لم يجزه عن قضاء رمضان.

الجمع بين قضاء رمضان وصيام الست البيض

  • أعلن جمهور العلماء بجواز الجمع بين قضاء رمضان مع صيام الست البيض.
  • حيث يستطيع المسلم أن يستحضر نية صوم الفرض مع النافلة، وبذلك يحصل على الأجرين.
  • ولكن الأفضل له عند ربه أن يؤدى كل عبادة على حدة، فلو قام بأداء ما عليه من صيام.
  • قضاء قبل البدء بصيام الست البيض أو النافلة فهذا يفضل، وذلك.
  • وفقاً للحديث النبوي الشريف (دين الله أحق أن يقضى)، ويجوز له أن يؤدى صوم الأيام الست البيض أولاً خلال شهر شوال مع تأجيل القضاء.
  • ولكن لابد وأن ينتهى منه قبل أن يأتي رمضان التالي.

هذا وقد عرضنا لكم فى هذا المقال كل ما يتعلق بكيفية قضاء يوم رمضان حتى تحصل الفائدة المرجوة، ولتعلم أيها المسلم قدر حرمة تأخير قضاء صيام رمضان وعقابه عند الله وأنه أمر غير هين، ونسأل الله أن يكون قد وفقنا في سرد عناصر تلك القضية بكل سهولة ووضوح.