كيف كان الصحابة يستقبلون رمضان ، جعل الله عز وجل لمعظم الشهور الهجرية فضلاً عن غيرها، وقال في كتابة العزيز “منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم” كما الله تعالى “الحج أشهر معلومات” بالإضافة إلى أن الله تعالى فضل بعض الأيام والليالي عن بعضها، وقال أن ليلة القدر خير من ألف شهر، كما أقسم الله بالعشر الأولى من شهر ذي الحجة فقال “والفجر وليالي عشر”، وعلى المسلمين أن يستغلوا تلك الشهور والليالي والايام التي فضلها الله تعالى والاقتراب من الله بالطاعات والعبادات حتى ينال رحمة الله ورضاه على العبد المسلم، ومن بين تلك الشهور شهر رمضان الذي له مكانة عظيمة عند الله تعالي، ويستقبلوه المسلمين بطقوس خاصة وعادات عرفت منذ زمن، والبعض يرغب معرفة كيف كان الصحابة يستقبلون شهر رمضان، وفي تلك المقالة سوف نستعرض عليكم كيف كان يستقبلون الصحابة شهر رمضان المبارك.
كيف كان الصحابة يستقبلون رمضان
أعطا الصحابة لنا أفضل مثال لاستقبال شهر الصيام، وقد روت بعض الروايات عن حال الصحابة مع شهر رمضان وتقبلهم في الطاعات، وكيف كانوا يتمهدون لقدوم الشهر الكريم، ومنها:
تبشير النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقدوم رمضان: فالنبي كان يبشر الصحابة رضي الله عنهما بحلول شهر رمضان ويقول “أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم”.
تحري الهلال: كان الصحابة رضي الله عنهما يتحرون من هلال شهر رمضان، فيخرجون في الليل لرؤية الهلال، ويكون تحري هلال شهر رمضان يدل على اشتياق المسلمين للشهر الكريم، وهو من السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قضاء الصيام: من ضمن الاستعدادات التي كان يقوم بها الصحابة قضاء الأيام التي أفطرها المسلم في شهر رمضان السابق، وعن عائشة أم المؤمنين قالت “أنها كانت تقضي ما عليها في شهر شعبان.
الدعاء: كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على الاستعداد لشهر رمضان من خلال الدعاء ستة أشهر أن يبلغهم الله تعالى رمضان، ويدعون ستة أشهر أخرى أن يتقبل الله تعالى منهم الصيام والطاعات والعبادات.
صيام شعبان: يعتبر شهر شعبان مقدمة صيام يشرع في شهر رمضان من صيام وقراءة القرآن وغيرها من العبادات وتعويض النفس على الطاعة، والإكثار من الصيام في شعبان، وقيل ذلك لغفلة عن صيامه في شعبان: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وانا صائم”.
التوبة النصوح: على العبد المسلم أن يحاسب نفسه باستمرار على ما يقوم به ويقبل على ربه بالتوبة والإنابة، وعليه أن يتوب ويثبت عليها، وكان السلف الصالح يجتهدون قبل شهر رمضان بالصلاة والتوبة والاستغفار من كل الذنوب.
الإكثار من النوافل: كان الصحابة يحرصون على أداء النوافل من العبادات وصيام التطوع..
الإيثار: كان الصحابة رضي الله عنهما يؤثرون غيرهم بالإفطار في شهر رمضان.
الإكثار من تلاوة القرآن: كان يتنافس الصحابة فيما بينهما في قراءة القرآن خلال شهر شعبان والحرص على ختم المصحف.
قيام الليل: كان أصحاب السلف يحافظون على قيام الليل في شهر شعبان وكان من أبرز الصحابة الذين يقيمون بقيام الليل عثمان بن عفان.
اقرا ايضًا :
تنظيم الوقت في رمضان وكيفية الاستفادة منه
إدراك أهمية شهر رمضان: على المسلمين أن يدركوا أهمية الاستعداد لشهر رمضان في شهر رجب وشعبان، حتى يستشعروا أهمية العبادات والطاعات بكل أنواعها.
الجود والكرم: الكرم والجود من أسباب تحقيق الطيبة ويجازي العبد بسببه خيراً، إلا أن العطاء لا يتوقف على المال فحسب ولكنه أشمل أكثر من ذلك.
إتقان العمل: كان الصحابة يحرصون على إتقان العمل ويحثون الناس عليه، فالعمل القليل المتقن خير من عمل كثير غير متقن.
الخلوة مع الله: شهر رمضان معروف أنه شهر الروحانيات والتوجه إلى الله تعالى، وعلى المسلم أن يجتهد بقدر المستطاع على هذه الخلوة في الأيام المباركة، وكان يودع الصحابة بعضهم لانشغالهم في أعمال الاعتكاف والذكر والقيام.
إطعام الطعام: هذا يعتبر من أعظم أبواب الخير، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وكان على بن أبي طالب رضي الله عنه يقول “لأن أجمع ناساً من أصحابي على صاعٍ من طعام، أحب إلى من أخرج السوق فأشترى نسمة فأعتقها”.
سلامة الصدر: على المسلم الإقبال على الله وحده في شهر رمضان، والانشغال به وحده، أما الشحناء والبغضاء بين الناس فهي تؤدي إلى عدة أسباب عدم قبول الله.