كيفية استقبال شهر رمضان المبارك الذي يحظى سنويا ببالغ الاهتمام من جمع المسلمين على مستوى العالم، ذلك أن شهر رمضان المعظم ذو مكانة في قلوب كل المسلمين، والذي ورد ذكره في القرآن الكريم، والعبادة في شهر رمضان المبارك لها عظيم الأثر على نفس المسلم، وفي ذلك المقال نتطرق بالشرح لما يجب أن يفعله المسلم في أيام شهر رمضان، وما يجب مراعاته لتمام صحة صيام الإنسان المسلم.

كيفية استقبال شهر رمضان المبارك

شهر رمضان المعظم يعد من أهم شهور السنة لكل شخص يدين لله عز وجل بدين الإسلام، ولقد فرض الله عز وجل الصيام في شهر رمضان المبارك، فهو الموسم لكل مسلم كي تزيد الطاعات، والأعمال الصالحة، وفيه يسعى كل مسلم جاهد لأداء الفرائض على أكمل وجه، ويعد فرض الصيام أحد أساسيات الدين الإسلامي حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا الحديث الشريف تبيان لمدى أهمية الصوم لشهر رمضان المعظم حيث أنه يعتبر ركيزة أساسية للإسلام، وأحد أركانه الخمسة.

حكمة الصيام في شهر رمضان المعظم

شرع الله سبحانه وتعالى فريضة الصيام على كل مسلم بالغ عاقل وراشد، والصيام ليس لمجرد أن يحرم الإنسان نفسه من الطعام والشراب فليست تلك هي غاية الشرع الإسلامي التي فرض من أجلها الصيام.

• يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) صدق الله العظيم.

• يأتي المقصد من التقوى في صورتين، الصورة الأولى أن يمتنع الإنسان المسلم عن كافة المحرمات التي منعها الله عز وجل.

• الصورة الثانية التي تأتي عليها التقوى هي في التحقيق الكامل لكل ما أمر الله عز وجل به من طاعات، وما فرضه من عبادات.

• الصيام فيه نصرة للإسلام والمسلمين على الشيطان الرجيم، بأن يمسك كل مسلم عن فعل المعاصي التي نهانا الله عز وجل عنها.

• الصيام من بين مساعيه أن يشعر كل مسلم بغيره من المسلمين الذين يعانون الفقر، والجوع.

• الصيام فيه تقوية لإرادة المسلم، وفيه عقد للنية على عدم العودة للذنب مرة أخرى.

لماذا اختار الله عز وجل شهر رمضان

رمضان شهر من الشهور المباركة التي فضلها الله عز وجل على سائر شهور العام، وأعطى الله شهر رمضان أفضلية عن باقي الشهور، وأوقات المسلم فيه ممنوحة بركة من الله عز وجل، وتأتي عظمة الشهر المبارك كذلك الأمر، حيث نزل في لياليه القرآن الكريم فيقول الله جل وعلا في محكم التنزيل، بسم الله الرحمن الرحيم( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة) صدق الله العظيم، كما ميز الله سبحانه وتعالى هذا الشهر المبارك، بليلة القدر، يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) صدق الله العظيم فالعبادة في تلك الليلة من ليالي شهر رمضان تعدل عبادة الإنسان المسلم حوالي ألف شهر، وهذا مما فضل الله به شهر رمضان المبارك على سائر الشهور للعام، وفي كل عام يسعى كل مسلم ليتساءل عن كيفية استقبال شهر رمضان المبارك، ويحاول الاجتهاد في العبادة قدر ما يستطيع.

خطوات الاستفادة بالشهر الكريم

الأهمية الكبيرة لشهر رمضان المبارك جعلت كل مسلم يهتم بالاستعداد لاستقباله ومن الممكن أن يستقبل المسلم الشهر الكريم من خلال قيامه بالنقاط التالية:

• من أولى خطوات استعداد المسلم للشهر الفضيل أن يدعو الإنسان المولى عز وجل بأن يبلغه شهر رمضان المبارك، وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان).

• الشعور بالبهجة والسرور لدخول شهر رمضان المبارك، حيث يعتبر هذا الشهر وقت العبادة المكثف عن غيره من كافة أوقات العام، يسعى فيه كل إنسان مسلم جاهدا على بلوغ الكمال في أداء الفرائض، مبتهجا بكل الوعود التي وعد الله إياها كافة المسلمين من عظيم الأجر نتيجة تنفيذ أمر، وفرض الصيام.

• لا بد على كل مسلم معرفة كافة الأحكام المتعلقة بأداء فريضة الصيام، المسلم الحقيقي هو الذي يقوم بكافة أشكال العبادة لله عز وجل، ولكي تكون عبادة الصيام مكتملة الأركان ليس بها أي خلل لا بد أن يسير المسلم على النهج الذي فرضه الإسلام، وعلى التعليمات النبوية الشريفة بشأن أداء الصيام.

• الدراية بأحكام الصيام تكون من خلال القراءة لكتب الدين التي تختص بأحكام الصوم وواجباته، ومن خلال سؤال أهل الذكر من المختصين والعلماء لإبداء الآراء الفقهية السديدة.

• لا بد وأن يقدم كل مسلم على عبادة الصوم بقلب نقي ويدعو الله عز وجل أن يطهره من الذنوب والآثام كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يقبل المسلم على الله بقلب تائب من كل الذنوب والمعاصي.

• على كل مسلم بعد التوبة الصادقة مع الله أن يبدأ في شهر رمضان عيش جديد، يأخذ فيه جنب الله عز وجل ويبتعد عما يغضب الله، ويطبق شرع الله كما يجب أن يكون.

نصائح هامة لاستقبال الشهر الفضيل

عن كيفية استقبال شهر رمضان المبارك عليك اتباع الآتي من النصائح:

على كل مسلم ومسلمة أن يجدد النية والعهد مع الله عز وجل بألا يعود إلى المعاصي أبدا، وأن تكون بداية شهر رمضان الفضيل، هي بداية جديدة لحياة دينية أكثر طاعة لله عز وجل.

من الممكن أن يهيئ المسلم جسده لأداء الصيام، فيستطيع الفرد المسلم التقليل التدريجي لكميات الطعام التي يتناولها وذلك قبيل بدء اليوم الأول من صيام شهر رمضان المبارك، فذلك يجعله أكثر استعداد لأداء فريضة الصيام، مع الإقدام على تلك الطاعة والعبادة بكل حماس، وبكامل الطاقة النفسية، والجسدية.

اقرا ايضًا :

فضل رمضان شهر القرآن الكريم وأهم الفضائل العظيمة

التأقلم على الصيام من خلال اتباع العادات الغذائية التي من شأنها أن تجعل صحة الصائم أفضل من ذي قبل، فالصيام في الأساس تم فرضه لمصلحة الإنسان المسلم، وليس إجبار بل هو هدية من الله عز وجل للأمة الإسلامية يغفر الله فيه لمن شاء من عباده المؤمنين.

التقرب إلى الله عز وجل في شهر رمضان المبارك

التقرب إلى الله عز وجل وذلك من خلال أداء الصلاة على وقتها، حيث سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله قال النبي( الصلاة على وقتها)، كذلك الأمر لا بد أن يحرص الإنسان المسلم على عدم هجر تلاوة القرآن الكريم وتدبره جيدا.

تطرقنا في هذا المقال إلى الموضوع الذي يشغل جميع المسلمين الملتزمين بأداء الفرائض على أكمل وجه، وخاصة فريضة الصيام حيث جاء المقال بإجابة شافية عن كيفية استقبال شهر رمضان المبارك، والذي ينتظره كافة المسلمون بكل الشوق من عام إلى عام، وعرضنا بين ثنايا سطور المقال ما يجب على المرء المسلم فعله كي يؤدي فريضة الصيام على أكمل وجه.