الابتعاد عن التدخين في رمضان ، التدخين من العادات السلبية السيئة التي تضر بصحة الإنسان خاصًة، وبصحة أفراد المجتمع عامًة، ومن الواجبات التي وردت بالشريعة الإسلامية، هي محافظة الإنسان على صحته، وصحة المحيطين به حتى تصير الأمة الإسلامية قوية البنية، وأفرادها يتمتعون بشخصيات سوية تساعد على التقدم، والبناء، ومن تعاليم الإسلام السمحة أن جعل لكل عادة سيئة علاج، ومخرج، وخاصًة التدخين الذي ابتلي به كثير ممن ينتسبون للإسلام، وجعل من شهر رمضان بدايًة للإقلاع عنه فالإسلام حريص كل الحرص على أبنائه يدعوهم دائمًا إلى ما فيه الخير لهم، ولصحتهم فهيا بنا في مقالنا هذا نتعرف على أضرار التدخين، وكيف نجعل من شهر رمضان وسيلة للبعد عن هذه المعصية .

الابتعاد عن التدخين في رمضان

يهل رمضان من كل عام حاملاً معه نفحات الله على المؤمنين فهو شهر يحتوي على النفحات الرّبانية العظيمة، ويعدّ مرجعًا أخلاقيّا وسلوكيّا لكلّ من أراد أنْ يحقق المقصود، وهو التّقوى، ولمّا كانت التّقوى تنافي كلّ عمل يغضب وجه الله كان لزامًا على المسلم أنْ يستغلّ أيام رمضان المعدودات في الاجتهاد على ترك كلّ ما من شأنه أنْ يبعده عن مرضاة الله عز وجلّ.

ويؤكد المختصين في التربية، والطبّ على أنّ الصيام فرصة مناسبة للإقلاع عن الكثير من العادات السيئة على صعيد الأخلاق في حياة المسلم العملية، ومنها ما اعتاد الإنسان فعله في نظام المأكل، والمشرب.

أباح الله سبحانه، وتعالى لعباده التّمتّع بالطيبات من الأرزاق إلا أنّه حرّم عليهم الإسراف فيها، ومن هنا تظهر أهمية الحديث عن عادة التّدخين في رمضان.

أضرار التدخين

عواقب التدخين خطيرة، فهي تجلب الأمراض، ولكن دائمًا هناك وقت ليساعد الشخص نفسه قبل الوقوع بها من خلال الابتعاد عن التدخين من أهم هذه الأمراض التي قد تحدث في حالة عدم الابتعاد عن التدخين إليكم الآتي:

  • تلف الجهاز التنفسي عندما يدخن الشخص يخل الخان الضار المحمل بالسموم للرئتين مباشر، مع مرور الأيام تتلف الرئتين ويحدث مضاعفات المرض فيها.
  • يضر التدخين جميع أنظمة القلب بأكملها، إذ يتسبب النيكوتين في تضيق الأوعية الدموية مما يؤدي الى إعاقة تدفق الدم على المدى البعيد.
  • يؤثر التدخين على البشرة والشعر والأظافر لتظهر آثار التدخين بشكل واضح على جلد المدخن، والسبب في ذلك المواد السامة في دخان السجائر، والتي تغير في لون البشرة.
  • يضر التدخين بجميع أجهزة الجسم دون استثناء، إذ أنه يزيد من خطر الإصابة في سرطان الفم والحلق والحنجرة وحتى المريء والبنكرياس.
  • التدخين له تأثير كبير على نقص الأنسولين بالدم أيضاً مما يجعل المدخن عرضة للإصابة بمرض السكر.
  • الابتعاد عن التدخين من الأمور الضرورية، ولكن أمراضه التي يتسبب بها كبيرة وخطيرة، لذلك من المهم الابتعاد عنه، واستشارة المختصين.

نصائح هامة للمدخنين في رمضان

  • الامتناع عن التدخين في رمضان ليس بالأمر السهل، وفيه يعاني الكثير من مدمنيه بسبب ظهور أعراضه عليهم، والتي تتمثل في الصداع والعصبية والاكتئاب طوال ساعات الصيام.
  • رمضان أنسب الأوقات لإعادة بناء صحة الإنسان، ويعد منهجًا صحيًا مناسبًا للابتعاد عن التدخين، ويفضل أن يبدا قبل بداية الصوم ليصبح معتادًا على ترك التدخين.
  • ان يتحلى الصائم بالعزيمة القوية الصلبة أمام تحدي الابتعاد عن التدخين وهي من الأمور التي تعين المدّخن على الابتعاد عنه.
  • يجب على المدخن الرجوع للطبيب المختص ليرشده لاستخدام مواد بديلة لمادة النيكوتين، أو ممارسة الرياضة يوميًا، ويساعده على التخلص من السموم في الدم، والرئتين.
  • لابد من التخلص من أي شيء له علاقة بالتدخين من البيت، ومكان العمل، أو في السيارة، وتجنب الروائح التي تذكره بالتدخين، واستبدالها بروائح معطرة.
  • الابتعاد عن الأماكن التي يتواجد بها المدخنون بكثرة كالمقاهي، وغيرها، كما يجب التنبيه على المقربين منه أن يعينوه على ذلك، وألا يقوموا بالتدخين أمامه.

اقرا ايضًا :

ما هي أهم الأعمال في رمضان وأهم فوائد الصيام

حكم التدخين في الإسلام

التدخين من الأمور المحرمة التي أقرت الشريعة الإسلامية بتحريم التدخين بشتى صوره، وأفتى بذلك أهل العلم لقول الله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) لأن التدخين معدود من الخبائث.

كما أنه يعد من وجوه التبذير، والإسراف على نحو حرمته الشريعة الإسلامية لقوله تعالى (إنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).[٧]

حكم التدخين في نهار رمضان

التدخين أثناء نهار الصوم يعتبر من المفطرات، وهو يبطل الصوم لأنه قد ادخل شيء إلى جوفه عمدًا من الفم، والأنف، والدخان يفسد الصوم، وعليه قضاء هذا اليوم، وعدم تكرار ذلك وهذا ما اجتمع عليه الفقهاء على كافة المذاهب.

بعد معرفة أحكام التدخين

الواجب على المسلم المبتلى بالتّدخين إذا علم أنّ من حكمة الصيام هو التقوى، والصلاح في الحياة وجب علية الامتثال للأوامر على النحو الذي يرضي الله عز وجل.

يجب على المسلم المدخّن أنْ يبدأ من شهر رمضان المبارك لضبط نفسه، وحثها على الابتعاد هذه المعصية، والرجوع إلى الله، فالرغبة الصادقة في تركه للتدخين تصبح له عونًا على مواصلة المثابرة في كل المجالات.

التغيرات في الجسم بعد الابتعاد عن التدخين

بعد التخلص من عادة التدخين السيئة، وانتهاء التوعد عليها طوال الشهر الكريم اصبح من الضروري الاطلاع على بعض المقالات، والبرامج الطبية لمعرفة التغيرات التي تحدث للجسم بعد الابتعاد عن التدخين طوال الشهر، والتي توضح مخاطره على الجسم، وتبين الفوائد الصحية لذلك، فهو يساعد على التشجيع النفسي، والحافز المعنوي لبداية مرحلة جديدة من الحياة من هذه التغيرات الآتي :

  • عودة نبضات القلب للعمل بشك طبيعي مع ضخ الدم بصورة منتظمة.
  • يشعر الشخص بعودة الدم لأطرافه مما يشعره بالدفء.
  • ينقص النيكوتين من الجسم، وتظهر أعراضه كالرغبة بالتدخين، والقلق، والتوتر، والدوار، والأرق، والشهية.
  • ترتفع نسبة الأكسجين بالدم مما يشعر الجسم بمزيد من الحيوية، والنشاط.
  • تعود الرئتان للعمل بشكلها الطبيعي، وتبدأ بترد السموم المتراكمة بها، وتعمل على إصلاح نفسها مما يكون له تأثير على انخفاض السعال بشكل ملحوظ.
  • يضعف احتمالية الاصابة بأعراض الجلطات الدموية، والسكتات القلبية، والدماغية كما تنخفض امكانية اصابته بسرطان الرئة.

وفي النهاية يجب تشجيع المدخنين علي الإقلاع عن هذه العادة السيئة التي تعود بالضرر علي المجتمع بأكمله كما يجب على كل مسلم أن يكون قدوة لغيره ينصحه، ويأخذ بيده لطريق الخير، وأن الأب يجب أن يكون قدوة لأبنائه يخبرهم بمدى الخطر الذي يحيط بهم، ومن الواجب على كل مسلم الإدراك لحقيقة الصيام كاملة، وأن من ابتلي بالتدخين بعد التحلي بالإرادة، والعزيمة ليس هناك أفضل من شهر رمضان للبداية من التخلص من هذه العادة السيئة وفقنا الله لحسن طاعته ، واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.