ما كفارة عدم قضاء صيام رمضان ، صيام شهر رمضان من الفروض التي فرضها الله تعالى على المسلمين، ويعتبر الصيام الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وه الشهر الكريم الذي أنول فيه القرآن وفيه ليلة القدر والأعمال الصالحة والطاعات المختلفة يزيد ضعف ثوابها عشرة أضعاف عن الأيام العادية، وفرض الصيام على المسلم البالغ العاقل وهناك بعض الحالات التي أحل الله تعالى لها الإفطار في شهر رمضان، ومنها من يوجب عليه القضاء ومن لا يوجب عليه القضاء ولا الفدية، وسوف نطلعكم في هذا المقال ما كفارة عدم قضاء صيام شهر رمضان.

ما كفارة عدم قضاء صيام رمضان

القضاء هنا يقصد به الحكم والأداء، وفي الاصطلاح الشرعي أن يفعل الأمر الواجب بعد فوات وقته، ويعرف قضاء صيام رمضان بأنه صوم المسلم المكلف الأيام التي فطرها خلال شهر رمضان بعد انتهائه، كما على المسلم أن يعلم أن فوات العبادة الواجبة ليس بالأمر الهين، وهذا نظرا لما يترتب على ذلك من الإثم إن كان فواتها بغير عذر، ولتعلقها بالذمة، ويستوجب قضائه وهذا بعد اتفاق جمهور على العلماء جميعاً على ذلك سواء كان فواتها خطأً أو سهواً أو عمداً بعذر أو بغيره.

كفارة قضاء عدم قضاء رمضان

اتفق جمهور العلماء على ترتب الإثم من أخر قضاء رمضان إلى رمضان الذي يأتي بعده بغير عذر، وأنه يلزمه القضاء إلا أنهم اختلفوا في لزوم الفدية، وسوف نوضح لكم حكم قضاء عدة قضاء رمضان للجمهور من أهل العلم وأبو حنيفة:

أبو حنيفة: أكد بعدم إلزام الفدية واستدل بذلك على أن الله تعالى أمر بالقضاء ولم يذكر الطعام في قوله “ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر”، ويمكن للمسلم إخراج قيمة الطعام نقداً، لأن المقصود من الإطعام هنا سد حاجة المسكين، وهذا خاص بالطعام وبقيمته وتحدد قيمة الإطعام بسعر المقدار المفروض إخراجه.

الجمهور: قال جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة بلزوم الفدية، وأستدل على ذلك بفعل الصحابة منهم أبي هريرة وعبد الله ابن عباس، وتكون الفدية هنا بإطعام مسكين عن كل يوم أفطره المسلم من قمح أو دقيق أو تمر أو شعير، والمد هنا يعادل سبعمائة وخمسين جرام.

اقرا ايضًا :

شروط الصيام في شهر رمضان المبارك للمسلم البالغ العاقل

حكم تأخير قضاء رمضان إلى رمضان المقبل

أكد جمهور العلماء عن وجوب قضاء الصيام لمن أفطر في رمضان قبل أن يقبل رمضان الذي يأتي بعده، واستدلوا على ذلك لما راوه البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت “كان يكون على الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان”، وفي تلك الحالة في التأخير في القضاء بغير عذر تهاوناً وتساهلاً لا يحل، وهو يوجب التوبة إلى الله تعالى، واشترط في المكلف القدرة على هذا القضاء، وزوال المعاذير منها السفر والمرض، فمن مرض في شهر رمضان واستمر مرضه حتى أن مات فلا قضاء عليه لموته قبل قدرته على القضاء، وإن أوصى أن يطعم عنه، وفي حالة شفائه من مرضه واستطاع القضاء ثم وافته المنية قبل ذلك، فقد وجب عليه أن يوصى بإطعام عنه، لأن في تلك الحالة القضاء واجب في حقه، إلا أنه عجز عنه بتقصيره، فيصير الواجب إلى بديله وهو الفدية، ويعتبر الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصيام ممن يحول عنه القضاء إلى فدية، وقد أوضح علماء الدين أن تأخير قضاء صيام شهر رمضان حتى يأتي رمضان المقبل لا يخلو من حالتين فقط وهما:

  • أن يكون التأخير فقط بعذر، كمن مرض في رمضان واستمر مرضه مصاحبة له حتى رمضان المقبل، وبذلك لا يكون عليه إثم في التأخير وعليه القضاء فقط واستدلاً بذلك قول الله تعالى “ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر” وأيضاً تلك الحالة تطبق أيضاً على من كان صحيحاً لا يشكو المرض أو صار مقيماً بعد أن كان مسافراً بعد انتهاء رمضان إلى أن دخل شهر شعبان، ثم مرضه كله أو سافر في الشهر، إذا يجب عليه القضاء فقط، إن تأخيره إلى شعبان يجوز.
  • أن يكون التأخير دون عذر، مثل الذي كان باستطاعته القضاء ففرط فيه حتى هل رمضان المقبل، وهو إثم عليه بتأخيره، وهنا تبينت الآراء في لزوم دفعة الفدية والكفارة عليه.