شروط الصيام في شهر رمضان ، الصيام واحدة من العبادات التي تقرب العبد من ربه، وللصوم مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، فهو من الركن الرابع في أركان الإسلام، وهي عبادة يصوم فيها المسلمون من طلوع الفجر غلى غروب الشمس، وهو من العبادات المشروعة وفرض في العام الثاني من الهجرة ونزلت في الشهر الكريم آيات القرآن الكريم، دلت على فرضيته على المسلمين، حيث يترقب العبد من ربه خلال شهر رمضان من اتباع الأعمال الصالحة ومنها الصلاة في موعدها وقرآه القرآن الكريم وصلاة التراويح والتهجد وغيرها، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على شروط الصيام في رمضان.

شروط الصيام في شهر رمضان

الصيام معناه هو الإمساك، وتأكيد على هذا المعنى قال الله تعالى على لسام مريم عليها السلام: “إني نذرت للرحمن صوماً فلم أكلم اليوم إنسياً”، بمعنى أنها امسكت عن الكلام وصمتت، وبالنسبة للصيام في الاصطلاح الشرعي هو التعبد لله عز وجل والتقرب منه والإمساك والامتناع عن الطعام والشراب والجماع وغيرها من المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

شهر رمضان المُبارك

شروط الصيام من أولى الأولويات التي يجب على المسلمين معرفتها بشكل جيد لتجنب الوقوع في المحذور الموجب لغضب الله والكفارة والقضاء بحسب الفعل المرتكب، ولكي يحصل المسلم الصائم على الثواب الكامل لابد أن يتبع شروط الصيام وأبرزها:

البلوغ:

من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في المسلم الصائم هي البلوغ فالمسلم قبل أن يصل لسن البلوغ فلا يكلف بالصيام ولا يحاسب على ما يصدر منه، واستدل على ذلك قول النبي صلي الله عليه وسلم “رفع الفلم عن ثلاثة عن المجنون المغلوب على عمله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم”، كما على الأهالي أن يقوموا بتعويد أطفالهم على العبادات وعلى رأسها الصيام وقال النبي “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين وأضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع.

العقل:

عندما يأمرنا الله تعالى باتباع تعاليم الدين الإسلامي فتكون موجهه للعاقل ولم يوجه لفاقد العقل، وفي الصيام المكلف به العاقل وليس المجنون، كما لابد أن يكون مغمي عليه، فبالنسبة للحالة الأولى إذا حدث الإغماء قبل الفجر واستمر بعد الغروب ففي تلك الحالة الصيام غير صحيح، وعليه القضاء بعد ذلك، وفي حالة إذا حدث الإغماء في النهار فلا قضاء عليه وصيامه صحيح.

القدرة على الصيام:

حتى يستجيب الصوم لابد أن يكون الشخص الصائم له القدرة الكبيرة على الصيام فالشخص الغير قادر لا يجب أن يصوم، مثل الشيخ الكبير العجوز، والحامل والمرضعة، والتي يتم القضاء من خلال إطعام صائم، وبالنسبة للمريض إذا كان عليه الصوم صعب فالإفطار في رمضان يستحب وعليه القضاء بعد انتهاء الشهر، وإن كان من الأمراض المزمنة التي لا يتم الشفاء منها فيفطر وعليه يومياً إفطار مسكيناً.

اقرأ أيضًا :

دعاء اليوم الرابع من شهر رمضان الكريم 2021 مكتوب وصور

الإقامة:

تعتبر ركن من أركان الصيام المهمة، أي لا يجب الصيام على المسافر وعليه القضاء بعد السفر ولا يختلف الحكم باختلاف وسيلة السفر، ولكن عند السفر من أجل معصية لا يجوز الإفطار وأيضاً يشترط المسافة ثمانية كيلو متر تقريباً، ويشرع المسافر الإفطار بالعزم على السفر والخروج من البلد، وإن استطاع المسافر على الصيام دون مشقة فالأفضل في حقه الصيام.

صحة الصيام في رمضان

هناك بعض الشروط التي لابد يتم اتباعها حتى يصح الصيام في رمضان، ومنها:

الخلو من الحيض والنفاس:

يشترط الحكم بالصيام الطهارة من الحيض والنفاس وغيرها من مفسدات الصيام، فعندما سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم: “ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة، فقالت: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة.

النية:

النية من أهم شروط الصيام، أي بمعني أن ينوي الصائم الصيام قبل أذان الفجر، وبذلك يكون الصيام صحيح.

مبطلات الصيام

هناك بعض المبطلات التي إذا اقترف أي فعل منها أصبح الصيام غير صحيح، وتم تقسيم تلك الأفعال إلى قسمين:

الإفراغ:

وهو تفريغ أي محتوى سائل أيا كان نوعه من جسم الإنسان، والذي يتسبب في إضعافه، ومنها الجماع، الاستمناء، القيء، الحجامة، العمد، نزول دم الحيض أو النفاس.

المبطلات الناتجة عن الامتلاء:

بمعنى ملء المعدة ويكون عن طريق تناول الطعام والشراب وكل فعل اختياري قاسه الفقهاء على الطعام والشراب كالسعوط للأنف والحقنة الشرجية والمغذية وإدخال الماء للمعدة من خلال الأنف وحقنة الدم للمريض أو المصاب بمرض غسيل الكلى.