كيفية استغلال شهر رمضان ، يعتبر شهر رمضان من الأشهر الفاضلة في الإسلام حيث ميزه الله عن باقي أشهر العام بعدة خصائص أولها أنه يعتبر الركن الرابع من أركان الإسلام، وفيه ليلة القدر الذى يعتبر العمل فيها خير من ألف شهر مصداقًا لقوله عز وجل :(إنّا أَنزَلْنَاهُ في لَيْلةُ الْقَدْر* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر* لَيْلَةُ الْقَدْر خَيْرُ مَّنْ أَلْف شَهْر)،وخص الله الشهر الكريم بإنزال القرآن فيه حيث كان جبريل يدارس النبي (صلى الله عليه وسلم) القرآن الكريم في رمضان وكذلك السلف الصالح كانوا يكثرون من قراءة القران فيه، ويعتبر رمضان شهر الطاعات والعبادات، فهو الشهر التاسع من حيث ترتيب الأشهر الهجرية، يسبقه شهر شعبان، ويليه شهر شوال، عدد أيامه ثلاثين يومًا أو تسعة وعشرين يومًا، وترجع تسميته بهذا الاسم عند أهل اللغة أنه غالبًا ما كان يصادف زمن الرمضاء، أي الذى يشتد فيه الحر وقيل لأن الشهور سميت بحسب الزمن الذى وقعت فيه، وقيل لأنه يرمض الذنوب.

فضل شهر رمضان الكريم

هناك عدة فضائل لهذا الشهر الكريم وقد جعلها الله – تعالى – لتكن سبباً في إقبال المسلم على الطاعة والعبادة فيه ومن فضائله:

  • يغفر الله الذنوب لمن صام إيمانًا واحتساباً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحتسابًا غفرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبه).
  • علوّ درجة الصائم المواظب على العبادة.
  • دعاء الصائم مستجاب وقت الإفطار.

كيفية استغلال شهر رمضان

  • بر الوالدين: من أهم وسائل استغلال شهر رمضان الكريم بر الوالدين، حيث أنها ثاني أحب الأعمال إلى الله وأفضلها وقضاء أكبر وقت معهم وقضاء حوائجهم وإدخال السرور على قلبيهما حيث يعتبر البارون بالوالدين لهم منزلة كبيرة عند الله لذا اغتنموا رمضان كفرصة لكم فإنها أعظم وأقرب الطاعات إلى الله.
  • ختم القرآن الكريم: علينا بقراءة القرآن الكريم فعلينا في هذا الشهر الكريم القيام بقراءة المصحف وختمه، وذلك عن طريق عمل جدول متقن للانتهاء من جزأين في اليوم فيقوم كل فرد بقراءة صفحة من القرآن ثم يقوم بشرحها من كتاب المعاني أو التفسير إذا كان هناك آيات تحتاج إلى شرح.
  • الدعاء والاستغفار: الإكثار من الدعاء والاستغفار قبل الإفطار حيث يعتبر وسيلة عظيمة لقضاء الحوائج فدعاء الصائم لا يرد وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم :”اللهم اجعلني لك شاكراً لك راهبا لك مطواعاً لك مخبتاً إليك منيباً” فلابد أن تكون ألسنتنا رطبة بذكر الله طيلة الشهر الكريم واغتنام الدعاء والاستغفار قبل الإفطار حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد “، كذلك ذكر الله آناء الليل وأطراف النهار كما قال ابن القيم : أن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكر الله فأفضل الصوام أكثرهم ذكر الله، وأفضل الحجاج أفضلهم ذكر الله، وهكذا سائرا الأعمال.
  • تفطير الصائم: هل ترغب في صيام الشهر مرتين وأخذ ثواب صوم اليوم بيومين، فهذه الفرصة متاحة لك في هذا الشهر الكريم حيث يعتبر أجر تفطير الصائم عظيم جداً قال (صلى الله عليه وسلم): ( من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائم شيئًا) ويكون التفطير بإخراج مال لشراء الطعام، أو حث أهل المال على انفاقه في هذا المقام.

العمرة في شهر رمضان الكريم

حيث أن النبي صل الله عليه وسلم بين أن العمرة ففي شهر رمضان تعادل حجّة من حيث الأجر والثواب، لقوله لأحد نساء الأنصار (فإذا كان رمضان اعتمر فيه، فإن عمرة في رمضان حجَّةُ) وهذا الحديث عام لجميع المسلمين فهو يدل على شرف العبادة وزيادتها بشرف الوقت، واستحضار القلب فيها، والخلاص فيها كذلك.

صلاة التراويح في رمضان

المداومة على الصلوات في أوقاتها وعلى صلاة التراويح حيث أن صلاة التراويح لها رونق خاص لأنها مرتبطة بالشهر الكريم فقط فلابد أن نغتنم هذه الفرصة المتاحة في شهر واحد من شهور السنة حيث كان السلف الصالح يحرصون بشدة على الاجتهاد في الشهر الكريم ومنهم أبو محمد اللباد، كان يصلى التراويح فى جميع شهر رمضان فإذا انتهت وانصرف الناس بقى يصلى إلى أذان الفجر فإذا صلى الفجر جلس إلى أصحابه يدرسهم.

فوائد الصدقة في شهر رمضان

الصدقة في شهر رمضان فهي من أحب الأعمال التي يجب فعلها كثيراً منها في هذا الشهر الكريم قال تعالى: “الَّذينَ يُنْفقوا أموالهم باللَّيل وَالنَّهَار سرّاً وَعَلانيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عنْدَ رَبّهمْ وَلا خَوْفً عَليْهمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ” (سورة البقرة الآية :274)، وهناك انواع عدة لصدقه مثل: إرسال الصدقات للجمعيات الخيرية لإطعام الفقراء، كفالة الأيتام، مساندة مرضى بعينهم ومن أمثالة الصدقة في هذا الشهر الكريم.

ونتيجة لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تصدقه عائشة رضى الله عنها ب 180 ألف درهم وهى صائمة فأفطرت على خبز وزيت، قالت لها الجارية :أما استطعت فيما قسمت هذا اليوم أن تشترى لنا لحماً بدرهم؟ قالت :لو ذكرتني لفعلت.

قيام الليل والسحور

نتيجة لذلك فأن قيام الليل بالصلاة من السنن الثابتة التي فعلها النبي – عليه أفضل الصلاة وسلام – كما أن صلاتها مع الأمام والبقاء معه إلى حين انصرافه يكتب الله – تعالى – لفاعل ذلك أجر قيام الليل كاملاً قال -علية السلام – : ( من قام مع الأمام حتى ينصرف فإنه يعدل قيام ليلة) وهناك فوائد عديدة لقيام الليل نذكر منها أن قيامه شرف للمؤمن، لحديث النبي – عليه الصلاة وسلام -: ( شرف المؤمن قيام الليل )، قيامه علامة من علامات الصالحين، للمداومة والصبر عليه، وهو سبب للبعد عن المعاصي والذنوب لحديث النبي –علية الصلاة والسلام-: (عليكُم بقيام اللَّيل، فإنُّهُ دَأْبُ الصَّالحينَ قبلَكُم، وقُربةُ إلى الله تعالى ومنَهاةُ عن الإثم وتَكفيرُ للسّيئات، ومطردة للدّاء عن الحسَد) وكذلك السحور حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم “تسحروا فإن في السحور بركة” .

اقرا ايضًا :

أهميّة الإعتكاف في رمضان

الاعتكاف وخصوصاً في العشر الأواخر من شهر رمضان لأنه يؤدى إلى أداء الطاعات والابتعاد عن المحرمات حيث واظب الرسول صلى الله عليه وسلم فى العشرة الأواخر من شهر رمضان، فعن عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده” وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم ) يعتكف في العشرة الأواخر من شهر رمضان والسبب في ذلك التماس ليلة القدر، كما ثبت عن أم المؤمنين عائشة –رضى الله عنها -: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) فكان الرسول – عليه السلام الصلاة والسلام – يلتزم بالمكان الذى خصصه للعبادة، ويتعبد لله – تعالى – بمختلف العبادات والطاعات، كالصلاة، وتلاوة القرآن، والذكر وكان لا يتحدث مع أحد إلا لحاجة أو ضرورة، وكذلك لم يدخل أي حجرة لزوجاته إلا لحاجة ما.

وفى الختام بعد أن أوضحنا كيفية استغلال شهر رمضان ، ندعو المسلمين باستغلال هذا الشهر الكريم بشكل جيد من خلال قيام الليل والتسبيح والاستغفار وقراءة القرآن وعمل الطاعات وفعل الخير فذلك يعود عليهم بالحسنات والخير والتوفيق من الله، إلى جانب ذلك فعلى المسلم تهذيب نفسه في هذا الشهر الفضيل بالابتعاد عن المعاصي والمحرمات التي تسيطر على حياته وكل عام وأنتم بخير رمضان كريم