الاستعداد لشهر رمضان هذا ما يهم الكثير من المسلمين وليس الاستعداد هنا المقصود به تخزين ما يلزم من أطعمة أو أشربة، لهذا الشهر فليس هذا هو المقصد من صيام هذا الشهر الكريم وإنما يقصد بالاستعداد هو الاستعداد الروحاني وتهيئة النفس البشرية لما فيه صلاحها وفلاحها في الدنيا والآخرة ألا وهو أداء فريضة الصوم كما يجب أن تكون وبالطريقة المثلى وهذا ما سنعرفه اليوم من خلال هذا المقال.
الاستعداد لشهر رمضان
كيفية الاستعداد لرمضان هذا الشهر الفضيل الذي ينتظره جموع المسلمين من عام إلى عام لما فيه من الروحانيات السامية التي تعلو بنفس المسلم وروحه ولما نراه من جو الوحدة والتآلف بين الناس في هذا الشهر الكريم، لذا يجدر بالشخص المسلم الاستعداد الأمثل للشهر الفضيل ومن الممكن أن يستقبل المرء المسلم أيام رمضان كالتالي:
- أن يصلح الإنسان الذي أسلم لله تعالى في نيته القلبية وأن يتم الإخلاص لله عز وجل، وأن يكون حريص بشكل كبير على معرفة وتعلم أحكام فريضة الصوم وأن يجيدها تمام الإجادة ويعلمها لكل من هو ذو صلة به سواء من أفراد أسرته أو من أصدقائه.
- أن يبادر المرء المسلم بالصلة لا بالقطيعة فهي من بين الأجواء الرمضانية الرائعة وهي تجمع كل أفراد العائلة على مأدبة الإفطار، بالإضافة إلى هذا الجو من الدفء الأسري، فإن في هذا الجمع طاعة لله من صلة للأرحام وخاصة إذا كان هذا الجمع دائم الذكر لله سبحانه وتعالى.
- على الإنسان المسلم أن يزيد من عدد مرات تلاوة القرآن في اليوم الواحد لمضاعفة الحسنات ولنا بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء هكذا بين لنا الله عز وجل في كتابه الكريم وما ذكرناه هو الشرح للآية الكريمة.
- يستطيع الشخص المسلم أن يحدد وقت ما من الليل لصلاة القيام لما لها من الثواب العظيم الذي وعد الله به عباده الصالحين، وبصلاة القيام يتعود الإنسان المسلم على أداء صلاة التراويح في شهر رمضان.
- لا بد وأن يمرن الشخص المسلم نفسه على الإكثار من التضرع لله والدعاء لله طلبا للرحمة والمغفرة.
- يستطيع المسلم عمل قائمة وجدول ينظم فيه وقته خلال أيام شهر رمضان المبارك، فيحدد وقت الصلاة على رأس القائمة ووقت لتلاوة ودراسة آيات القرآن، ووقت آخر يزور فيه أقاربه ووقت آخر يجالس فيه الفقراء ويطعمهم ويعمل ما في وسعه لخدمتهم.
ما هي الأخطاء الشائعة في رمضان
أشرنا بالذكر أعلاه إلى كيفية الاستعداد لرمضان، ولكن هناك بعض الأفعال التي من الممكن أن يعملها المسلمين وقد تنقص من تمام الأجر الذي وعد الله سبحانه وتعالى به المؤمنين، ومن بين تلك الأفعال ما يلي:
- التغافل عن كرامة وفضل هذا الشهر العظيم وعدم إعطاءه مكانته، وذلك بأن بعض الناس لا يركزون على بذل الجهد في العبادة في أيام رمضان ويستقبلونه بمنتهى الفتور القلبي.
- بعض الناس يشعرون داخل أنفسهم بثقل الطاعة وثقل فرض الصيام وهذا من الممكن أن يفسد الصوم وينقص من أجره.
- بعض من أفراد الأمة الإسلامية على غير دراية كافية بالأحكام الخاصة بفريضة الصيام، لذا وجب على كل إنسان مسلم التعرف على الحكمة من الصوم وكيفية أداء الفرض على أكمل وجه.
- بعض وليس كل المسلمين يخصصون العبادة والطاعة لله فقط في شهر رمضان بينما سائر الشهور هم في سفور، وعصيان وهذا مما لا يرضي الله سبحانه وتعالى.
سنن يفعلها المسلمون في رمضان
عن كيفية الاستعداد لرمضان وبعض الاخطاء الشائعة التي من الممكن أن تحدث في شهر رمضان تعرفنا في السابق، وفي الفقرات اللاحقة نتعرف على بعض الأعمال التي أصبحت من السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي يجب أن يحرص عليها كل من دان لله بدين الإسلام.
- نشر التهاني والمباركات بين الناس.
- التعجيل بالفطر.
- التأخير للسحور.
- إفطار الصائمين.
- كسر الصوم على الماء والتمر.
- قيام الليل.
- عبادة الاعتكاف والتركيز عليها في المساجد.
- قيام العشر الأواخر من الشهر الكريم بين يدي الله عز وجل.
- الإصلاح فيما بين المسلمين.
- قضاء الدين عن المدينين.
- إخراج الصدقات لإطعام الفقراء.
- التهادي بين المسلمين.
- ذكر الله، وتلاوة ما تيسر من الآيات القرآنية الشريفة.
ماذا يفعل المسلم في شعبان لاستقبال رمضان
بحلول شهر شعبان يبدأ المسلمون في الانتظار لحلول أيام شهر رمضان المبارك، ومن الممكن أن يقوم الفرد بفعل التالي:
تهذيب النفس، وإلزامها بكل فعل خير، وما فيه صلاح في الدنيا لينال الإنسان العفو من الله في الآخرة، فرمضان يعتبر المدرسة التي تعلم الإيمان والتقى، ويقول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون صدق الله العظيم.
التقليل من الجلوس أمام شاشات الهواتف الجوالة ومشاهدة التلفاز فهذا يعد من باب مضيعة الوقت الذي يجب أن يستغل في أداء العبادة خاصة في شهر رمضان المبارك.
إن كان الفرد المسلم عليه أيام مضت في أعوام سابقة أفطر فيها في رمضان عليه أن يستغل شعبان في قضاء كل الأيام التي أفطر فيها في رمضان للعام السابق.
يعود المرء المسلم لنفسه في شعبان على إخراج المال وذلك قدر الإمكان في شهر شعبان وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ).
اقرا ايضًا :
فضل رمضان شهر القرآن الكريم وأهم الفضائل العظيمة
طرق للاستعداد لشهر رمضان المبارك
توجد عدة طرق يمكن للمسلم أن يستعد بها لقدوم شهر رمضان المعظم ومن بين تلك الطرق ما هو آتي ذكره:
- الطريقة الأولى أن يدعو المسلم بنية قلبية صافية أن يبلغه الشهر الكريم مع سائر أحبته وأسرته وكل أقربائه، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليه شهر رجب قال( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان).
- الطريقة الثانية التي من الممكن أن يستعد بها الإنسان المسلم لشهر رمضان المبارك أن يكون دائم الحمد لله عز وجل وشاكر لأنعم الله والتي من بينها بلوغ شهر رمضان المبارك، ومن أعظم النعم التي وجب فيها من العبد المؤمن الشكر لله تعالى في كل وقت هي نعمة التوفيق من الله لأداء العبادات والطاعات، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ما انتهى من صلاته دعا قائلا (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
- الطريقة الثالثة: التيمن بقدوم الشهر الفضيل مع الإحساس بالبهجة والفرح، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يبشر بحلول رمضان فقد كان يقول عليه الصلاة والسلام جاءكم شهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم.
وصلنا سويا إلى مختتم شرح الاستعداد لشهر رمضان كما تناولنا السنن الواجب أن يفعلها كل مسلم بحلول الشهر المعظم داعين الله عز وجل أن يهل هلال الشهر الكريم على أمة الإسلام بالعزة والنصر والسلامة.
